يقصد بتنمية الموارد البشرية زيادة عملية المعرفة والمهارات
والقدرات للقوى العاملة القادرة على العمل في جميع المجالات، والتي يتم انتقاؤها
واختيارها في ضوء ما أُجري من اختبارات مختلفة بغية رفع مستوى كفاءتهم الإنتاجية
لأقصى حد ممكن.
ويعتبر التدريب الإداري في عصرنا الحاضر موضوعًا أساسيًا من
موضوعات الإدارة نظرًا لما له من ارتباط مباشر بالإنتاجية وتنمية الموارد البشرية.
ـ وقد أصبح التدريب يحتل مكانة الصدارة في أولويات عدد كبير
من دول العالم، المتقدمة منا والنامية على السواء، باعتباره أحد السبل المهمة
لتكوين جهاز إداري كفؤ، وسد العجز والقصور في الكتابات الإدارية لتحمل أعباء
التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذه الدول.
ـ ويهدف التدريب الإداري إلى تزويد المتدربين بالمعلومات
والمهارات والأساليب المختلفة المتجددة عن طبيعة أعمالهم الموكولة لهم وتحسين
وتطوير مهاراتهم وقدراتهم، ومحاولة تغيير سلوكهم واتجاههم بشكل إيجابي، وبالتالي
رفع مستوي الأداء والكفاءة الإنتاجية.
التدريب من أهم العمليات التي تعتمد عليها المنشأة في تأهيل
العاملين لديها وذلك لغرض الحصول على الكوادر القادرة على تلبية حاجاتها أولاً
وبالتالي حاجة العمل ذاته الذي يمارسه الموظف والذي يخدم أخيراً أهداف المنشأة
ذاتها ولا تحقيق خدمات أفضل وبشكل مستمر .
مفهوم التدريب .
'التدريب هو مجموعة الأفعال التي تسمح لأعضاء المنظمة أن
يكونوا في حالة من الاستعداد والتأهب بشكل دائم ومتقدم من أجل وظائفهم الحالية
والمستقبلية في إطار منظمتهم وبيئتها'.
التدريب : Training
التدريب عملية منظمة ومخطط لها ومستمرة تركز على الفرد وذلك
لغرض إحداث تغيرات محددة سلوكية وفنية لتصحيح أو تطوير الأداء والمعرفة والمهارة
لمواكبة احتياجات العمل الحالية أو المستقبلية التي يحتاج إليها الفرد أو يتطلبها
العمل الذي يؤديه ذلك الفرد وكذلك تتطلبها المنشأة ذاتها .
* ويمكن تعريف التدريب على أنه " نشاط مخطط يهدف إلى
تزويد الأفراد بمجموعة من المعلومات والمهارات التي تؤدى إلى زيادة معدلات أداء
الفرد في عمله " .
فهو يعمل على تنمية كل من : المعرفة والمعلومات , المهارات
والقدرات الخاصة بالأفراد , الاتجاهات (التعاون ، الشعور بالمسئولية ..... ) .
إذ يمكن القول أن التدريب هو محاولة لتغيير سلوك الأفراد من
خلال تغيير المعارف والمعلومات , وتغيير المفاهيم والقيم والاتجاهات , وتغيير
المهارات والقدرات من اجل تحسين مستوى الأداء , ومحصلة هذا التغيير تكون في تحقيق
إنتاجية أعلى وأداء أفضل للمنظمة .
* وسياسة التدريب هي : " إحدى سياسات الأفراد التي
تعمل على الحفاظ على مستوى أداء العاملين , أو تحسين هذا المستوى , مع الاهتمام
بالسلوك البشرى خلال عملية الأداء " .
إذن فالتدريب لا يهتم بقضية الأداء فقط , بل وينصرف أيضا
إلى الاهتمام بتحسين سلوك العاملين خلال هذا الأداء .
الفرق بين التعليم والتدريب :
التعليم هدفه تزويد الفرد بحصيلة معينة من العلم والمعرفة
في إطار ومجال معين .
أما التدريب فغايته مختلفة فهو يهدف أساسا إلى زيادة كفاءة
الفرد العامل وقدراته ومهاراته على أداء مهام بذاتها ، مثلما يهدف إلى تغيير
اتجاهاته وسلوكه في المنظمة وعلاقاته في العمل إلى الأفضل . التعليم أذن يهتم
بالمعارف كوسيلة لتأهيل الفرد للدخول في الحياة العملية . أما التدريب فهو الوسيلة
التي تمكن الفرد من ممارسة عمل بذاته واستغلال حصيلة التعليم من اجل إغراض الحياة
العملية .
ـ القدرة على أداء الوظيفة شيء مهم، ولقد كان هو الهدف من
عملية الاختبار للموظف، ولكن لا يكفي إذ يجب أن نعرف كيف نؤدي هذه الوظيفة بكفاءة
وفعالية في إطار المناخ التنظيمي الموجود، أي أن امتلاك المعرفة النظرية والعملية
شروط ضرورية للنجاح ولكنها غير كافية إذ لا بد أيضًا من توافر الرغبة في العمل،
فالإنسان لا يعمل وحده وإنما يعمل مع آخرين ربما تتعارض أهدافهم أو أغراضهم، ولا
بد أن يعرف كيف يعمل الجميع في إطار التعاون وروح الجماعة.
أهداف التدريب .
1- زيادة الكفاية الإنتاجية ، وتحسين أسلوب الأداء .
2- تنمية قدرات الأفراد ومهاراتهم في مجالات عملهم تنمية
تكاملية علمياً ومهنياً
3- تغيير الاتجاهات والسلوك ، وخاصة في مجال علاقات العمل .
4- تمكين العاملين من الإلمام بالجديد في مجالات عملهم ،
ومسايرة التقدم العلمي والتكنولوجي ، والوسائل والأساليب الحديثة .
مزايا التدريب .
- هناك العديد من المزايا التي تعود على الفرد , ومزايا
أخرى تعود على المنظمة نتيجة القيام بالتدريب .
أ- مزايا التدريب للفرد , ومنها :
1- اكتساب الفرد خبرات جديدة تؤهله إلى تحمل مسئوليات أكبر
في العمل .
2- إتاحة الفرصة أمام الفرد للترقي يجعله أكثر أمانا
واستقرار في العمل .
3- زيادة ثقة العاملين بأنفسهم نتيجة اكتساب معلومات وخبرات
وقدرات جديدة بما يؤدى إلى رفع قيمتهم الوظيفية وبالتالي رفع روحهم المعنوية .
4- تزويد الأفراد بالمعلومات المتجددة عن طبيعة أعمالهم
والأساليب المتطورة لأداء تلك الأعمال مع تمكينهم من ممارسة تلك الأساليب وإجادة
تطبيقها .
5- مساعدة الأفراد لاتخاذ القرارات بصورة أفضل وإتباع الطرق
العلمية لحل المشكلات والتغلب عليها .
ب- أما مزايا التدريب بالنسبة للمنظمة فمنها :
1- تحسين مستوى أداء العاملين وعلاج نواحي القصور الحالية
في أدائهم .
2- إعداد أجيال من الأفراد لشغل الوظائف القيادية .
3- زيادة الإنتاج وتحسين مستواه وبالتالي زيادة الأرباح .
4- خفض نسب العادم أو التالف في الإنتاج .
5- تنمية الاتجاهات الايجابية لدى العاملين بالمنظمة .
6- مساعدة المنظمة على الاستجابة للظروف المتغيرة .
متى تنشأ الحاجة إلى التدريب ؟
1- عند تعيين موظفين جدد .
2- ظهور بعض المؤشرات التي تدل على وجود بعض نواحي القصور
في المهارات والمعارف 3- عند التطوير والتجديد في نظم العمل أو أساليب الإنتاج أو
عند التغيير في سياسات وإجراءات العمل , وهذا يتطلب تهيئة العاملين للتكيف مع تلك
المتغيرات .
4- عند ترقية الأفراد إلى مناصب أعلى .
خطوات التدريب.
وتتكون نظرية التدريب أو خطواتها من أربع مراحل منطقية
ومتتابعة، و هذه المراحل هي :
1ـ تحديد الاحتياجات التدريبية:
والتي تعني تحديد المهارات المطلوب رفعها لدى أفراد وإدارات
معينة، والتي يتم تفصيلها في مجموعة من الأهداف المطلوب تحقيقها بنهاية التدريب.
2ـ تصميم برنامج التدريب:
والذي يعني ترجمة الأهداف إلى موضوعات تدريبية وتحديد
الأسلوب الذي سيتم استخدامه بواسطة المتدربين في توصيل موضوعات التدريب إلى
المتدربين كما يتم تحديد المعنيات التدريبية مثل الأفلام، السبورة، الأقلام ...
إلخ، وكجزء من تصميم برنامج التدريب يجب تحديد المدربين في البرنامج، وأيضًا تحديد
ميزانية التدريب.
3ـ مرحلة تنفيذ برنامج التدريب:
والتي تتضمن أنشطة مهمة مثل تحديد الجدول الزمني للبرنامج،
كما يتضمن تحديد مكان التدريب، والمتابعة اليومية لإجراءات تنفيذ البرنامج خطوة
بخطوة.وأخيراً وبعد انتهاء برنامج التدريب يحتاج الأمر إلى تقييم برنامج التدريب،
ويتم ذلك من خلال تقييم المتدربين محل التدريب، أو تقييم رأيهم حول إجراءات
البرنامج.
وبعد هذا العرض يمكننا إيجاز مراحل إعداد البرامج التدريبية
فيما يلي :-
1- تحديد الاحتياجات التدريبية .
2- تحديد أهداف التدريب .
3- تصميم البرامج .
4- تنفيذ البرامج .
5- تقييم البرامج .
تقييم العملية التدريبية .
أ- مرحلة ما قبل التدريب
وتتمثل هذه المرحلة في تقدير وتحديد الاحتياجات التدريبية
وفق أسس فعالة والتأكد من ارتباط الاحتياجات التدريبية بأهداف وسياسات المستشفى
ومحاولة التنبؤ بعوائد التدريب على المستشفى والوظيفة والموظف ، كذلك يتم خلال هذه
المرحلة اختيار البرنامج المناسب أو تصميم البرنامج حسب الاحتياجات التدريبية.
ب- مرحلة أثناء التدريب
1- تقييم خطوات تنفيذ البرنامج التدريبي ويشمل تقييم
الوسائل المستخدمة في التدريب ، الوقت المخصص للتدريب وتوزيعه ، الطرق والتقنيات
المستخدمة في التدريب للتأكد من توافق عملية تنفيذ البرنامج مع الخطة الموضوعة له
وهذا يساعد على تصحيح مسار البرنامج .
2- تقييم أداء المتدرب خلال تنفيذ البرنامج ، ويشمل مدى
تجاوب المتدربين مع المعارف والمهارات وارتباطها بالمهام والواجبات في ميدان العمل
، وهنا يأتي دور التقييم لتصحيح مسار البرنامج لمل يتلاءم مع متطلبات وقدرات
المتدربين .
3- تقييم أداء وقدرات المدرب ولعل من فوائد تقييم المدرب
وضع معايير لاختيار المدربين مستقبلا ووضع معايير اختيارهم ، إضافة إلى الفائدة
الآتية وهي إنقاذ البرنامج من الفشل واستبدال مدرب بآخر أكثر قدرة .
ج- مرحلة ما بعد التدريب
1- تقييم المتدربين بعد نهاية البرنامج
وهنا يقوم المتدربون بتقييم البرنامج التدريبي ويشمل هذا
التقييم أهداف البرنامج ، مواضيع التدريب ، وسائل التدريب ، الطرق المستخدمة في
التدريب ، وقت البرنامج ، قاعات التدريب ، قدرات المدرب وغيرها .
2- تقييم أثر التدريب .
يعتبر هذا الجزء من تقييم ما بعد التدريب الهدف النهائي
لعملية التقييم ، حيث إن هدف التدريب رفع كفاءة العاملين وبالتالي زيادة وتطوير
مخرجات الأداء .
أسس ومبادئ التدريب الفعال .
1- التدريب نشاط ضروري ومستمر :
ويقصد بذلك أن التدريب ليس أمرا ثانويا تلجأ إليه الإدارة
أو تتصرف عنه باختيارها , وإنما التدريب نشاطا ضروريا .
2- التدريب نظام متكامل :
بمعنى أن هناك تكامل وترابط بين مدخلات العمل التدريبي فيجب
أن يكون هناك تفاعل بين المكونات الأساسية التي يقوم عليها التدريب .
3- التدريب نشاط متغير ومتجدد .
4- التدريب نشاط فني وادارى .
5- التدريب له مقاومات إدارية وتنظيمية منها : وجود خطة
للعمل تحدد الأهداف والأنشطة .
ربنا يوفق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق