عند بداية الحديث عن المسار الوظيفي وتخطيطه
وأهميته بالنسبة لإدارة الموارد البشرية في الشركات العصرية , يجب التنويه إلى أن الوظيفة
هي الركيزة الأساسية في إدارة الموارد البشرية ، فليس هناك ممارسة تقريبا من
ممارسات إدارة المورد البشرية إلا وكانت الوظيفة طرفا فيها ، فحين نختار الأفراد
المناسبين ، فإننا نختارهم لوظائف معينة ، وهم مناسبون لهذه الوظائف دون غيرها ,
كما أن التخطيط الفعال للموارد البشرية يقوم على وضع الشخص المناسب في المكان
والوظيفة المناسبة لتحقيق أهداف الشركة.
وتخطيط المسار الوظيفي مرتبط ارتباطا وثيقا
ببطاقات الوصف الوظيفي لأن الفرد في المنظمة يجب أن يكون لدية دراية كافية بما
تتضمنه بطاقات الوصف الوظيفي من واجبات ومسؤوليات وخبرات ومهارات وذلك على تدرج
السلم الوظيفي لعمليات الترقي للمناصب العليا في الشركة وهو بذلك يجعله يرسم خطه
ذاتية لنفسه في الاختيار الأمثل للوظيفة التى تتوافق مع طموحاته وقدراته المادية
والمعنوية.
فكما أن الأفراد مختلفون ، فالوظائف كذلك مختلفة
وإن وظيفة إدارة الموارد البشرية في أي الشركة هي التوفيق بين هذين الاختلافين
وحتى يتم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، حيث إن الهدف الرئيسي لإدارة
الموارد البشرية هو رفع كفاءة وفاعلية استخدام العنصر البشري ، أن الشركات العربية
تفتقر إلى عنصر تخطيط المسار الوظيفي ووضع الخطط الوظيفية للعاملين ، وذلك بسبب
انعدام أو عدم وضوح الرؤية للمنظمة ، وعدم وجود التخطيط الاستراتيجي السليم للعمل
والعاملين.
أما المدخل التنظيمي فإنه يركز على اتباع أساليب
إدارية "كالتدريب والنقل والترقية والتقاعد المبكر ، التدوير" لوضع
الرجل المناسب في المكان المناسب بهدف تحقيق أهداف الشركة من الإنتاجية ، وذلك
بدءا بالتحديد الجيد لاحتياجات الشركة من العاملين والبحث عنهم من المصادر
المناسبة ، وجذبهم للالتحاق بالوظيفة وبالأخص في الوظائف التي تتطلب كفاءات
ومهارات عالية ، يلي ذلك توجيه العاملين الجدد في وظائفهم وتدريبهم لشغل الوظائف
الجديدة ، والاستغناء عن الموظفين غير المناسبين ، والإقلال من نسبة البطالة
المقنعة ، وتأهيل العاملين على ترك الخدمة.
ويشكل الأمن الوظيفي عاملا مهما للعديد من الناس
عند اختيارهم للوظيفة وكذلك فرص الترقي المتاحة لشاغل الوظيفة والمكانة الاجتماعية
وهي الوضع أو المرتبة التي يحتلها الشخص في المجتمع الناجمة عن شغل الوظيفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق