الجمعة، 11 نوفمبر 2011

التغيير الجوهرى

تشهد بيئة الأعمال التي نعيشها العديد من التغيرات الجوهرية والتوجهات الجديدة التي تمثلت مظاهرها فيما يلي:
تعدد الأسواق الجديدة والمنافسة الشديدة.
تغير نوعية العملاء وتعدد احتياجاتهم ومطالبهم.
عدم توافق الإجراءات والأساليب المستخدمة مع متطلبات العصر الحديث.
التكنولوجيا الحديثة المتقدمة.
التجديد والتطوير والابتكار.
الاعتماد على قاعدة قوية من الموارد البشرية.
الديناميكية والمرونة والقدرة على التكيف.
الترابط والانطلاق نحو أهداف محددة.
اللامركزية العالية المتشابكة.
اليقظة والمرونة في الحصول على الموارد.
كل هذه التوجهات تفرض علينا التفكير والعمل بأساليب جديدة، وإطلاق العنان لطاقاتنا وقدراتنا الإبداعية، والتخطيط الواعي والإدارة الفعالة للتغيير، وإلاّ سنجد أنفسنا في عزلة عما يحدث حولنا، وسنجد أن الجميع يتقدم ويتغيّر، ونحن نتأمل ونتعجب مما يحدث.

التغيير، في أبسط صوره، يعني التحرك من الوضع الحالي الذي نعيشه إلى وضع مستقبلي أكثر كفاءة وفاعلية، وبالتالي فالتغيير هو تلك العملية التي نتعلّم فيها ونكتشف الأمور بصورة مستمرة.
التغيير وصياغة المستقبل
لقد أصبحت إدارة عملية التغيير من أهم المهام التي يركز عليها ويقوم بها المدير في العصر الحديث، فقد أدرك الجميع أن الإعداد والتخطيط لبيئة أو لمنشأة دائمة التغير، أفضل بكثير من عدم التخطيط اعتمادا على افتراض أن تطور الأعمال يتم من خلال النمو التدريجي بدون الحاجة إلى التدخل والتغيير.
وحتى تتم عملية التغيير بفاعلية، يجب أن تعتمد منذ بدايتها على خطة عمل دقيقة تركز على الوضع الحالي للمنشأة، وكيفية الانتقال منه إلى وضع أفضل في المستقبل، الأمر الذي يتطلب من المدير أن يخطو خارج الإطار المألوف في العمل والتفكير، وتحليل كافة العناصر التي تخلق التغيير المطلوب.
المدير هو أساس ومحور التغيير
تبدأ شرارة التغيير من المدير نفسه، أي بك أنت، وهذا معناه أنك مطالب بالتفكير وتقييم قدراتك ومهاراتك، ونقاط قوتك وسلبياتك، وأيضا التفكير في القوى البشرية التي ستعمل معك وتوفر لك الدعم وتشاركك في تجربة وتقييم أفكارك المبدئية التي تطرحها عن التغيير المطلوب، فإدارة التغيير تفرض عليك ما يلي:
تقييم مدى استعداد المنشأة للتغيير.
تقييم قدراتك وإمكانياتك الشخصية كقائد للتغيير.
تكوين وبناء رؤية مستقبلية شاملة وواضحة.
تقييم افتراضاتك الشخصية المتعلقة بالتغيير ومتطلباته.
التعامل مع مصادر مقاومة التغيير.
تكوين فريق لتطبيق التغيير.
التأكد من الالتزام بالتغيير.
الإنصات للآخرين والاتصال بهم لإطلاعهم على رسالة التغيير.
التعامل مع ضغوط التغيير.
أهم أسباب التغيير
هناك أربعة أسباب تفرض وتدفع إلى التغيير:
• الأزمة (Crisis): بمعنى إدراك أن الأمور يجب أن تتحرك من مكانها وتتغير.
• الرؤية (Vision): الصورة الواضحة للمستقبل الممكن الوصول إليه بالتغيير.
• الفرصة (Opportunity): بمعنى التنبؤ بأن التغيير سيكون إلى الأفضل، وبالتالي لا يجب ترك هذه الفرصة من أيدينا.
• التهديد (Threat) أي التنبؤ بحدوث شيء في المستقبل سيؤثر سلبا على المنشأة واستمراريتها.
الموارد البشرية: العمود الفقري للمنشأة
تعتمد المنشأة على مواردها البشرية في إنجاز أهدافها والقيام بأنشطتها المختلفة، لذلك، فالتغيير الفعال يهدف أساسا إلى تغيير سلوك وتصرفات وتفكير القوى البشرية في المنشأة. إلا أن الطبيعة البشرية عادة ما تنظر إلى التغيير، حتى في أبسط صوره، على أنه مصدر تهديد لهم ولما تعودوا عليه من أساليب وتصرفات وطرق تفكير. لذلك، يجب أن يتم التغيير المطلوب من خلال رؤية واضحة ومفهومة ومعتمدا على المشاركة الإيجابية والفعلية من جانب جميع الأفراد من خلال منهج متكامل يبدأ بالتخطيط حتى يصل إلى التطبيق ويستمر مع المنشأة.
أدوار المدير في عملية التغيير
تتطلب عملية التغيير قيامك كمدير بعدة أدوار مختلفة، أهمها:
- دور المدير المبادر: حيث يجب أن تقوم بتكوين رؤية مستقبلية واضحة، بالإضافة إلى وضع خطة العمل.
- دور المدير المتصل: حيث يجب عليك الاتصال بالآخرين وإقناعهم بأفكارك.
- دور المدير القدوة: حيث يجب أن تكون قدوة للآخرين في تصرفاتك وتفكيرك بما يؤكد لهم إمكانية التغيير.
إن المطلوب منك بالفعل أثناء عملية التغيير لا يمكن معرفته مسبقا، بل يجب أن تبادر وتعمل وتشارك في عملية التغيير وتتعلم مع الآخرين.

ربنا يوفق

هناك تعليقان (2):