الخميس، 15 نوفمبر 2012

كيف تدير الموارد البشرية ؟

لا شك أن العنصر البشري في أي منظمة يعتبر العنصر الرئيسي فيها، وهو أغلى الموارد التي تحتاج إليها القيادة والإدارة في جميع ميادينها ومراحل عملها، وهو ضمير المنظمة وقلبها الحساس النابض.

ولسنا هنا في معرض التأكيد على المعاني والقيم الدينية التي تؤكد على اعتبار الإنسان أهم مورد من موارد بناء الأمم والمجتمعات والحضارات، إذ لنا في كتاب الله عز وجل وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم المثل والقدوة في كيفية التعامل مع موضوع الإنسان إعداداً وتأهيلاً واستثماراً.

من المفيد التأكيد على أن موضوع إدارة الإنسان أو بلغة العلم في الوقت الحاضر (إدارة الموارد البشرية) (Human Resources Management) أحد أهم فروع علم الإدارة ، ولذلك فإن الذي يستعرض التحول الذي حدث في المسميات عبر تطور النظرة للإنسان كقيمة اجتماعية وليس كأداة إنتاجية يدرك أهمية العنصر البشري في المنظمات : فمن تسمية "الهيئة العاملة" أو "القوى العاملة" إلى رأس المال البشري (بلغة الاقتصاديين) ، وإلى الأصول البشرية (بلغة المحاسبين) ، وإلى رأسمال الذكي والمعرفي (بلغة الإداريين).

ولقد مرّ الاهتمام بالعنصر البشري بعدة مراحل واتخذ عدة أشكال إدارية وهيكلية إلى أن أصبحت إدارة الموارد البشرية تضم أقساماً متنوعة ومتخصصة تترجم هذا الاهتمام ، من هنا أعتقد أن على أي منظمة تسعى للنجاح والتفوق بل والتميز والبقاء على القمة ، أن تولي موضوع "الموارد البشرية" اهتماماً كبيراً ، ومن أبرز المؤشرات الأولية لهذا الاهتمام هو أن يتم التعامل معه تعاملاً منهجياً علمياً ، إذ أنه أصبح اليوم علماً قائماً بذاته يدرّس في الجامعات والمعاهد العلمية المتقدمة وتمنح فيه الدرجات العلمية العليا.

ولكي نكون على انسجام وتناسق في استيعاب المفاهيم والمصطلحات الخاصة بهذا الموضوع ، فإنه من المفيد أن نتفق على بعض التعريفات الهامة من أجل توحيد لغة الخطاب وبالتالي تحقيق الفهم المشترك والذي يساعد بدوره على تشكيل رؤية مشتركة حول ذات الموضوع، ومن هذه المصطلحات:
(1) مفهوم الموارد البشرية :
الموارد البشرية تعبير عن الثروة الأساسية في أي منظمة أو مؤسسة، وهي عنصر الإنتاج الرئيسي والأهم والذي تطغى أهميته على ما عداه من عناصر الإنتاج. وتضم الموارد البشرية كل الأفراد العاملين في المنظمة من مختلف النوعيات والجنسيات.
وتحتل الموارد البشرية المرتبة الأساسية في الاهتمام على مستوى العالم المعاصر باعتبارها أهم عنصر من عناصر التنمية، وتُجمع دول العالم المتقدمة والنامية على السواء في تركيزها على إعداد برامج شاملة وطموحة للتنمية البشرية قائمة على أسس علمية مدروسة.
وقد انتقل هذا الاهتمام المتزايد "بالموارد البشرية" من الحكومات إلى المؤسسات ومنظمات الأعمال ، ومن ثم تحول الاهتمام التقليدي "بإدارة الأفراد" التي كانت تهتم في الأساس بالأمور الإجرائية في تسيير شؤون الموظفين، إلى مفهوم متطور يتسع ليشمل "الموارد البشرية" ويهتم بالجانب السلوكي والإداري في تعظيم الإفادة من طاقات البشر ووضعها في الإطار التنظيمي المناسب.

(2) مفهوم إدارة الموارد البشرية : إدارة الموارد البشرية عملية توظيف وقيادة العاملين لتحقيق أهداف المنظمة، فالتوظيف يشمل: الاستقطاب والاختيار والتعيين. والقيادة تعني بتهيئة الظروف التي تمكّن العاملين من الأداء، ثم تقويم الأداء لتحديد الاحتياجات التدريبية والتطويرية، ومكافأة الأداء الممتاز وتحفيز العاملين لمزيد من التفوق في الأداء.

ربنا يوفق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق