هي ظاهرة التغيير في عدد العاملين نتيجة الالتحاق بالعمل أو الخروج منه ،
ويحسب معدل دوران العمل على أساس نسبة العاملين الذين يتركون العمل في فترة معينة
إلى متوسط عدد العاملين في تلك الفترة.
والمقصود بمعدل الدوران هو طول أو قصر الفترة التي يقضيها العامل في العمل
، وبالتالي فإن الشركة التي تتبدل عمالها باستمرار توصف بمعدل دوران عال ، خلافا
لتلك الشركة التي يقضي فيها العامل فترات زمنية طويلة فيكون معدل الدوران بطيء ,
والشركة أكثر استقرارا ، وعليه فإن معدل الدوران العالي أحد أهم نقاط الضعف في
أداء الشركة.
وهذا يعني أن الشركة مهددة بالحرمان من تراكم الخبرات والمعارف والمهارات ,
فما أن توظف العامل وتدربه , ويبدأ بالإنتاج الحقيقي حتى يغادر إلى شركة أخرى
حارما الشركة الأولى من خبرته وبادئا مع الشركة الثانية من الصفر , وهكذا تتكرر
التجربة وتتعدد قطاعات العمل واتساع السوق.
فتعتبر عملية دوران العمالة وانتقالهم من مكان إلى أخر من أخطر المشاكل
التي تواجه المديرين وأصحاب الأعمال والشركات ، وهذا نتيجة ما يمر به عالم الأعمال
اليوم من سرعة جنونية لدوران العمالة.
وتعتبر الخطوة الأساسية للحد من سرعة دوران العمالة هي توفير موظفين دائمين
يستوعبون ويدربون الموظفين الجدد في الشركة ، ويدخلونهم إلى شبكة العلاقات الاجتماعية
ويصنعون منهم مكونات رئيسية لرأس المال الاجتماعي للشركة ، وذلك من خلال :-
1- الاحتفاظ بالعمالة لمدد طويلة :-
لا تفرط في موظفيك بسهولة بل اجعل كلا منهم يشعر بالأمان ، وبأن تدريبه
للموظف الجديد يعنى أنه جاهز للترقية لوظيفة أعلى لأنه يقوم بتدريب من سيحل محله
في وظيفته الحالية ، كذلك لا تتعجل عملية تعيين الموظفين الجدد ، فعملية التعيين
ذاتها تتطلب وجود حاجة إليه في الشركة وجو مهيئ بين الموظفين لاستقبال هذا الموظف
الجديد.
2- التدريب :-
تدرب الموظفين على مهارات وسلوكيات الاتصال ، فضلا عن المهارات الفنية والإجراءات
العملية الضرورية ، لا تفترض أن مهارات الاتصال مجرد مسلمات ولا تتركها للتقدير
الشخصي لكل موظف.
3- احرص على موظفيك القدامى :-
لا تظهر اهتماما بالموظفين الجدد يفوق ذلك الذي تظهره لموظفيك القدامى ،
فمثل هذا التصرف يعطي إشارات خاطئة للفئتين "القدامى والجدد معا ، فالموظف
القديم سيعتقد أنك تتخلى عنه لصالح الموظف الجديد ، وهو ما سيؤدي إلى إحجامه عن
إطلاع المعلومات الأساسية للعمل ، بينما سيظن الموظف الجديد نفسه عبقريا حتي قبل
أن يتعلم أي شيء عن العمل ، فيقرر أن يبقى على هذا الحال ، ويتوقع منك أن تمتدح كل
أعماله.
4- أحترم العقد الاجتماعي :-
أعتبر الوعود التي تقطعها على نفسك والتوقعات التي ينتظرها منك موظفوك عقدا
بينك وبينهم ، فقيامك بالإخلال بأي من هذه الوعود أو إحباط أي من هذه التوقعات
يفسخ العقد بينكما ويهدد بتدمير العلاقات ، هذا العقد ليس رسميا ولذلك يطلق عليه
" العقد الاجتماعي" ، ولكنه أقوى وأوقع وأهم من العقود الرسمية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق