أن الأفراد عادة يقاومون مشاركة المعرفة مع الأخرين وذلك بسبب انهم يعتقدون ان المعرفة تعتبر سر القوة لهم وتمثل الميزة التنافسية مقارنة مع الأخرين ، وان مشاركة المعرفة قد تجعلهم اقل قدرة على المنافسة وان المعرفة هي حق مكتسب وبمشاركتها قد يقدمون سر التميز وصعوبة الوصول الى معرفة جديد تعطي لهم هذه الميزة التي يمتلكونها ويمكن ان تفقدهم السلطة الحالية.
كما إن الاشخاص يترددون في مشاركة المعرفة اذا شعروا بان مشاركة المعرفة قد تؤثر على الامن الوظيفي او انها قد تؤثر على الأهمية للشخص في المنظمة ومكانته.
كما إن الأفراد يكونون مترددين في مشاركة المعرفة إذا لم يكن لديهم الوقت للقيام لذلك ، كما ان الأفراد الباحثين عن المعرفة عادة ما يلجأون الى القيام بالعمل وفقا لمعارفهم السابقة وذلك لشعورهم انهم سوف ينجزون العمل بشكل اسرع من تعلم معارف جديدة.
وأن العاملين يشاركون المعرفة بسبب الحاجة الى النمو وتطوير قدراتهم من خلال الحاجة للإنجاز والتقدير الذاتي ووفقا "لهرم ماسلو " فان تحقيق الذات يعتبر أعلى مراتب الاحتياجات الانسانية ويعتبر من اهم محفزات الدوافع الانسانية لتحريك السلوك الانساني.
فالميزة التنافسية هي المهارة أو التقنية أو المورد المتميز الذي يتيح للمنظمة إنتاج قيم ومنافع للعملاء تزيد عما يقدمه لهم المنافسون ، ويؤكد تميزها واختلافها عن هؤلاء المنافسين من وجهة نظر العملاء الذين يتقبلون هذا الاختلاف والتميز حيث يحقق لهم المزيد من المنافع والقيم التي تتفوق على ما يقدمه لهم المنافسون الأخرون.
تنشأ الميزة التنافسية بمجرد توصل المنظمة إلى اكتشاف طرق جديدة أكثر فعالية من تلك المستعملة من قبل المنافسين حيث يكون بمقدورها تجسيد هذا الاكتشاف ميدانيا ، وبمعنى أخر بمجرد إحداث عملية إبداع بمفهومه الواسع.
يعتبر مفهوم الميزة التنافسية ثورة حقيقية في عالم إدارة الأعمال على المستوى الأكاديمي والعملي ، فاكاديميا لم يعد ينظر للإدارة كهم داخلي أو كمواجهة وقتية مع مشاكل ليست ذات بعد استراتيجي ولكن أصبح ينظر للإدارة كعملية ديناميكية ومستمرة تستهدف معالجة الكثير من الهموم الداخلية والخارجية لتحقيق التفوق المستمر للشركة على الأخرين أي على المنافسين والموردين والمشترين وغيرهم من الأطراف الذين تتعامل معهم الشركة وبطبيعة الحال لن يكون تحقيق التفوق هذا عملا وقتيا أو قصير المدى ولكنه محاولات دائمة لحفظ توازن الشركة تجاه الأطراف الأخرى في السوق.
وعمليا يحرص المديرون على العمل الدؤوب المستمر للتعرف علي وتحليل واكتشاف والمحافظة علي والاستـثمار في الميزة التـنافسية للشركة ولنا أن نـتخيل كيف أن عملا كهذا يحتاج إلى الكثير من البحث والتحري والتقدير السليم والبصيرة الثاقبة والذكاء والإبداع والابتكار الخ.
ونلاحظ أن عمل المدير لا ينـتهي بسهولة ونـتائجه لا تـتضح بين عشية وضحاها ولكن عمل المدير يصبح محاولات دؤوبة للتـفوق المستمر في عالم ديناميكي ومتقلب.
وهناك فرق واضح بين النجاح والتفوق فالنجاح نتيجة يسعى الجميع لتحقيقها وقد يتحقق مرة أو مرتين أما التفوق فهو خاصية في الشركة تمنحها استمرارية النجاح واستمرارية البقاء على القمة في سوق لا يعترف إلا بالمتفوقين.
فالشعور بالنجاح والانجاز يعتبر من أهم ما يحفز الموظفين لمزيد من الأداء الفعال وتحسين الأداء العام للمنظمة ، كما أن شعور العاملين بالتحكم وحق اتخاذ القرار والابداع يجعل العاملين أكثر رضا عن وظائفهم وانسجام مع الأخرين ، وبالتالي مشاركة المعرفة بشكل طبيعي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق