الثلاثاء، 10 يوليو 2012

الأجـــــــــــــــــــــــور

تمهيد:
تعتبر الأجور و مختلف التعويضات الملحقة بها من أهم الحقوق الأساسية للعامل، كما أنها من أهم التزامات صاحب العمل تجاه العامل، و قد اعترف المشرع بهذا الحق في نص المادة68من قانون التوظيف العمومي الذي حدد الأجر.
و يرجع الاهتمام بهذا العنصر لكونه يكتسي طبيعة مزدوجة، فله وجه إنساني و وجه اقتصادي فهو يمس من جهة حياة الكادحين ماديا ومعنويا، و من جهة أخرى يمس العلاقات الإنسانية و الاجتماعية بين العامل و رب العمل و هذا ما يجعله من أعقد المشاكل و مبعث للكثير من النزاعات العمالية.

تعريف الأجر و المرتب:
الأجر يشمل كافة العناصر المالية النقدية و العينية التي يقدمها صاحب العمل للعامل مقابل ما قدمه هذا الأخير من جهد و وقت و ما حققه له من نتائج وأهداف، و هو ما يحصله العامل يوميا أو أسبوعيا.
و نجد أيضا المرتب الذي يعرفه البعض على أنه ما يحصل عليه الموظف و يصرف له شهريا.
وتمثل كلا من الأجور والمرتبات تعويضا نقدياً مباشراً يحصل عليه الفرد لقاء مساهمته التي يقدمها للمنظمة التي يعمل بها , فهما متشابهان من حيث المضمون ويختلفان من حيث الاستخدام فالشائع في الرواتب تطلق على شاغلي الأعمال المكتبية و الإدارية ، يحث يتم الدفع لهم على أساس الزمن ويسمون بالموظفين , أما الأجر فهو يطلق على التعويض النقدي الذي يدفع لشاغلي الأعمال الصناعية و الإنتاجية , حيث تدفع تعويضاتهم على أساس كمية الإنتاج أو على أساس الزمن أو على أساسهما معاً.
- أهمية الأجور:
تحظى الأجور بأهمية كبيرة من عدة أطراف في المجتمع حيث يمثل الأجر أو المرتب :
للفرد المصدر الرئيسي للدخل , وهنالك أيضا مجموعة كبيرة من الأفراد تعتبر الأجر هو :
المصدر الأساسي للدخل وهم من يطلق عليهم مصطلح "ذوي الدخل المحدود
وهنالك الشركات أو المنشات الهادفة للربح ويمثل الأجر لها عنصرا أساسيا من عناصر التكلفة و بالتالي فهي تسعى لإبقائه على ما هو دون زيادة لأنه بزيادته سيؤثر سلبا على إرباح الشركة لزيادة التكاليف , ومن المهتمين أيضا بالرواتب و الأجور الدولة فهو يشكل جزءا كبيرا من مجموع النفقات و أي زيادة في النفقات من الضروري أن تواجه من حلال الزيادة في الإيرادات.
مكونات الأجر:
للأجر عدة عناصر ثابتة و متغيرة يختلف تركيبها أو شكلها من نظام إلى آخر و من دولة لأخرى، و انطلاقا من هذا فإنه يمكن تصنيف مكونات الأجر إلى عنصرين رئيسيين اثنين هما الأجر الثابت و الأجر المتغير.
1/الأجر الثابت:و يتشكل هذا الأجر من العناصر الثلاثة الآتية:
أ/الأجر الأدنى الوطني المضمون:
و هو الحد الأدنى للأجر المطبق على كافة العمال و القطاعات و النشاطات، حيث يتم تحديد من قبل السلطة العامة و هو يساير المستوى المعيشي للعمال و المجتمع عامة، حيث أنه يتطور مع تطور الأسعار الاستهلاكية لاسيما بالنسبة لتلك المتعلقة بالسلع ذات الاستهلاك الواسع و الحيوي و كافة أفراد المجتمع إلى جانب ارتباطه بالقدرة المالية للدولة و تطور ناتجها القومي.
هذه العوامل كلها يأخذها المشرع بعين الاعتبار عند تحديد الأجر الأدنى الوطني.
ب/ الأجر الأساسي:
حيث يمنح لكل منصب عمل مجموعة من النقاط الاستهلاكية التي تحددها عناصر و عوامل المنصب و التي تختلف من منصب إلى آخر و التي تتمثل في درجة التأهيل و المسؤولية و الجهد الذي يتطلبه المنصب، كما تحدد لكل نقطة استدلالية للمنصب في القيمة المالية للنقطة.
جـ/ التعويضات الثابتة الملحقة و المرتبطة بالمنصب:
يتكون الأجر الثابت من الأجر الأساسي و مجموعة من العناصر الأخرى و منها التعويضات المرتبطة بالمنصب و التي تفوضها طبيعة العمل أو الظروف المحيطة به و من بين هذه التعويضات نجد:
*تعويض الأقدمية و الخبرة.
*تعويض الضرر أو الخطر.
*تعويض المنطقة.
*المنح العائلية.
2/ الأجر المتغير:
و هو عبارة عن مجموعة من العناصر المتغيرة من حيث الكم و من حيث الديمومة و الاستقرار و هي ليست دائمة لكونها تخضع لعدة عوامل و لكن ما إن وجدت فتصبح:
*التعويضات
*الجوائز و المكافآت
نظم و طرق دفع الأجر:
تختلف نظم و طرق دفع الأجور من نظام إلى آخر و من دولة إلى أخرى، كما تختلف باختلاف الصناعات أو النشاط في الدولة الواحدة و المخطط التالي يوضح أهم هذه الأنظمة:

1/نظام دفع الأجر على أساس الزمن:
يدفع الأجر حسب هذا النظام على أساس فترة العمل، و وحدات الزمن المستعملة تتمثل عموما في الساعة و الشهر ع=س.ز
و القاعدة العامة لحساب الأجر هنا تكتب على النحو التالي:
ع: الأجر العام س: الأجر بالساعة ز: الزمن بالساعات
يعتبر هذا النظام في دفع الأجر هو أكثر شيوعا في غالبية المشروعات.

2/ دفع الأجر على أساس الإنتاج:
بداية تطبيق هذا النظام سادت أثناء وجود الحرف و هو شائع الآن في تحديد أجر عمال الإنتاج في الصناعة، و في ضوء هذا النظام يتوقف أجر الفرد على إنتاجيته، و يتبع هذا النظام طريقتان لتحديد الأجر هما:
• الأجر على أساس الإنتاج الفردي.
• الأجر على أساس الإنتاج الجماعي.
أ/ الأجر على أساس الإنتاج الفردي:
يتقاضى الفرد عن عدد الوحدات الإنتاجية التي قام بإنتاجها بمفرده على أن مقدار كسب العامل يرتبط بطريقة حساب أجره.
و هناك عدة طرق لحساب الأجر على أساس الإنتاج يمكن تحديدها بطريقتين هما:
*طريقة أجر القطعة الموحدة:
يتم دفع أجر موحد للفرد عن كل قطعة منتجة بغض النظر عن الوحدات المنتجة، أي تكلفة الإنتاج المباشر لكل وحدة منتجة ثابتة، و هذه الطريقة الأكثر شيوعا بين طرق الدفع بالإنتاج.
*طريقة أجر القطعة المتغيرة:
إن أجر القطعة الموحدة يعيبه ثبات تكلفة العمل المباشر و لا يترتب عن ذلك زيادة حجم الإنتاج أي ميزة تخفيض تكلفة العمل المباشر بالنسبة للوحدة الإنتاجية، و لهذا فإن بعض المؤسسات تختار هذا النظام باعتباره يعتمد على تحديد سعرين سعر القطعة المنتجة و السعر الأخير، وهو منخفض إذا بلغت الوحدات المنتجة حدا معينا.

الحوافز
تعريف الحوافز:
تعتر الحوافز المقابل للأداء المتميز، و يقترح هذا التعريف أن الأجر قادر على الوفاء بقيمة الوظيفة، و بالتبعية قادر على الوفاء بالمتطلبات الأساسية للحياة، و طبيعة الوظيفة و قيمة المنصب، كما يبين أن الحوافز تركز على مكافأة العاملين عن تميزهم في الأداء، و أن العامل يستحق الحافز على أداء غير عادي، أو ربما وفقا لمعايير أخرى تشير إلى استحقاق العاملين إلى تعويض إضافي يزيد من الأجر.
أنواع الحوافز:
يوجد نوعان من الحوافز من حيث طبيعتها و من حيث أطرافها.
*الحوافز من حيث طبيعتها: و بدوها تنقسم إلى نوعين:
1/ الحوافز المادية:
و هي الحوافز التي تشبع حاجات الفرد ماديا كالقار من المسؤولين في المؤسسة لتحفيز العمال في العمل حيث يعمل على رفع الكتلة الأجرية و دفع الأجور في وقتها المناسب، لأن العامل الجزائري بسيط و تأخير دفع الأجر يعني إحداث ثغرة في حياته المعيشية و بذلك تحطم من معنوياته، لهذا لابد للمؤسسة أن تأخذ كافة هاته العناصر بعين الاعتبار.
2/ الحوافز المعنوية:
و هي تلك الحوافز التي ترضي حاجيات الإنسان الذاتية مما يزيد في تماسك العاملين و تشددهم نحو العمل، أيضا هناك حوافز أخرى مهمة مثل:
أ/ ميزة الأقدمية: لأنها تكسب العامل الخبرة و التحكم في وضعية أعلى من وضعيته.
ب/ الكفاءة: و يتم قياسها عن طريق الأعمال التي يقوم بها العامل أو القيام بامتحانات للمنتج.
• الحوافز من حيث أطرافها: يوجد نوعان: فردية و جماعية.
أ/ الحوافز الفردية: و هي التي يستفيد منها الفرد بحد ذاته.
حوافز الإنتاج
مادية معنوية
فردية جماعية فردية جماعية
-رابط الحافز بالإنتاج
-المكافآت التشجيعية
-العلاوات الاستثنائية
-البديلات المختلفة -المشاركة في الأرباح
-التأمينات ضد الشيخوخة و الوفاة
-نظام المعاش
-نظام أجور عادلة
-تقديم مساعدات مادية
-مشروع إسكان العاملين
-علاج مجاني لأسر العاملين
-وجبات غذائية اقتصادية
-بعثات و منح و إجازات دراسية -تقديم جوائز نقدية للممتازين
-اعتراف الإدارة بالمجهودات التي يبذلها الفرد
-الثناء و المدح و التشجيع
-نشر أسماء الممتازين في لوحة الشرف -ظروف عمل ملائمة
-علاقة طيبة بين الرؤساء و المرؤوسين
-نشاط اجتماعي
-فتات راحة أثناء العمل
-توفر وسائل الأمن الصناعي
-شعور العاملين بواجبهم القومي

كيفية حساب الأجور:
يتكون الأجر من ثلاث أقسام
الأجر القاعدي: وفقا للأصناف
المنح:
و تنقسم إلى :
منحة فردية: و تحسب عن مردودية العامل في عمله و مدى كفاءته
منحة جماعية: و تعطى لكل العمال كمشاركة في الأرباح
منحة الأقدمية: و تزداد مع زيادة فترة الخدمة
منحة الضرر: أي على حساب ظروف العمل التي يواجهها العامل
منحة المنطقة: على حساب الظروف الجغرافية
الاقتطاعات: و هي التي تنقص من الأج الإجمالي و تتكون من :
-اقتطاع التعاضدية: هي مشاركة العمال في التعاضدية
-اقتطاع الضمان الاجتماعي: هي مشاركة العمال في الضمان الاجتماعي في تعويض العطل غير مدفوع الأجر، و يكون هذا الاقتطاع محدد و يقدر بـ:
33/ منها تدفعها الإدارة 24/ و 09/ يدفعها العامل
اقتطاع التقاعد: و هو اقتطاع يخصم من الأجر لضمان راتب المعاش
اقتطاع البطالة
اقتطاع الدخل الإجمالي : و تحسب وفق نسبة مئوية محددة
الضريبة الإجمالية للدخل
و مما سبق يمكن حساب الدخل وفق العلاقة التالية:
الأجر= الأجر القاعدي+ الخبرة المهنية+ المنحة الفردية+ المنحة الجماعية+ منحة الأقدمية+ منحة الضرر+ منحة المنطقة-(إقتطاع التعاضدية+اقتطاع الاجتماعي+ اقتطاع التقاعد+ اقتطاع البطالة +اقتطاع الدخل الإجمالي+الضريبة الإجمالية)

ربنا يوفق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق