الأربعاء، 8 نوفمبر 2017

خصائص التفكير الاستراتيجي

1- القدرة على بناء الغايات والأهداف :-
يتميز التفكير الاستراتيجي بالقدرة على شحذ الهمم وإثارته بما ينتج عنه وضع غايات بعيدة المدى للشركة يمكن أن تشق منها أهداف ، إن وضع الغايات ليس مهمة أي شخص وإنما يختص بذلك المفكر الاستراتيجي الذي يمكنه استنتاج هذه الغايات بعد تدبر رسالة الشركة وتحليل أبعادها.
واستراتيجية الشركة تتكون من هرم تصاعدي يبدأ بالأهداف ثم الغايات والرسالة ورؤية الشركة.
2- البصيرة النافذة والفراسة في وزن الأمور :-
تمثل فراسة المدير الاستراتيجي بعدا مهما في قراراته وتصرفاته ، ومن ثم يجب أن يتحلى بحسن البصيرة ودقة وزن الأمور المختلفة خاصة وهو يتعامل مع مستقبليات يكتنفها العديد من نواحي الغموض المختلفة ، وتزداد أهمية البصيرة والرؤية النافذة للمدير كلما اتسع المدى الاستراتيجي ، لذلك فان الذي يمثل الفرق بين الموقف الحالي والموقف المأمول مستقبلا.
إن تحديد ما الذي نريد تحقيقه لا يمكن أن يتم بمعزل عن دراسة وتحليل البيئة الخارجية بما توفره من فرص أو ما ينتج عنها من مخاطر ومعوقات.
وتمثل الفرص البيئية ميزة متاحة يمكن الاستفادة منها بينما تمثل المعوقات والمخاطر قيودا ومحددات تعوق ممارسات وأنشطة الشركة.
فالاستراتيجية قد تبنى بصورة رئيسية على اغتنام فرصة متاحة بالبيئة كالعمل على إشباع حاجات ورغبات الأفراد غير المشبعة أو الاستفادة من التطور التكنولوجي في تطوير المنتجات بالصورة التي يرغبها الأفراد ، كما يجب مراعاة المعوقات والمخاطر البيئية لما لها من أثر بالغ على وضع الاستراتيجية المناسبة وقد تكون القيود دينية وتمثل معتقدات الأفراد الراسخة وقيمهم الأساسية التي قد يصعب في الكثير من الأحيان التغلب عليها وقد تكون تلك القيود إدارية نتيجة تفشي البيروقراطية والروتين والمبالغة فيها ، كما قد تمثل القوانين والتشريعات أيضا إحدى القيود البيئية ، هذا إلى جانب القيود التكنولوجية والتمويلية والتنافسية .. الخ.
3- مهارات تحليل البيانات والمعلومات وتفسيرها :-
تعد البيانات والمعلومات بمثابة الدم الذي يجري ليعطي الإنسان الحياة فيستمر النبض ويمارس أنشطته ، كذلك تتوقف حياة الشركات على وجود تلك البيانات والمعلومات وتدفقها وحسن استخدامها ، والمفكر الاستراتيجي لديه العديد من البيانات عن معاملات اليوم وما تم بالأمس ، ولكنه في حاجة إلى تلك المتعلقة بالغد بصورة أكثر إلحاحا ولذا نجده يتوقع بعضها ويتنبأ ويحسب ، ويتصل بالعديد من الجهات ويتجسس أحيانا ليحصل على تلك البيانات المستقبلية أو تلك التي أعدتها الشركات المنافسة للتعامل في سوق الغد.
إن قدرة الاستراتيجي على تحليل البيانات وتفسيرها لاستخلاص النتائج واتخاذ قراراته الاستراتيجية لا يقل عن تجميع تلك البيانات وتسجيلها وتبويبها في فئات تسهل من استخدامها بعد ذلك.
4- تفكير افتراقي أو تباعدي :-
حيث يعتمد الإبداع والابتكار في البحث عن أفكار جديدة ، أو يكتشف تطبيقات مستحدثة لمعرفة سابقة ، وهو لذلك يحتاج إلى قدرات فوق العادية للتخيل والتصور وإدراك معاني الأشياء والمفاهيم وعلاقاتها.
5- تفكير تركيبي وبنائي :-
يعتمد الإدراك والاستبصار والحدس لاستحضار الصور البعيدة ورسم ملامح المستقبل قبل وقوعه.
6- تفكير تفاؤلي وإنساني :-
يؤمن بقدرات الإنسان وطاقاته الفعلية على اختراق عالم المجهول ، والتنبؤ باحتمالات ما سيقع ويحث على وجوب توظيف المعرفة المتاحة والمشاركة في صناعة المستقبل.
7- تفكير كلي منظم :-
باعتماده الرؤية الشمولية للعالم المحيط.
8- تفكير تنافسي :-
يقر أنصاره بواقعية الصراع بين الأضداد ، ويؤمنون بأن الغلبة لأصحاب العقول وذوي البصيرة ممن يسبقون الأخرين في اكتشاف المعرفة الجديدة ، وتكمن أهمية التنافس في إدخال عنصر المخاطرة التي تدفع الاستراتيجيين لمواصلة التفكير بما هو جديد.
9- التفكير الاستراتيجي تفكير تطويري أكثر منه إصلاحي :-
لكونه يبدأ من المستقبل يستمد منه صورة الحاضر وينطلق من الرؤية الخارجية ليتعامل من خلالها مع البيئة الداخلية ، فهو تفكير استباقي ومتعدد الرؤى والزوايا.
خلاصة القول :-
نرى أن الرأي الذي ذهب بأن التفكير الاستراتيجي خطوة أولى ومهمة من خطوات التخطيط الاستراتيجي ويرتبط التفكير ارتباطا وثيقا كصفة لازمة بالقادة والمخططين الاستراتيجيين ، لأن أول خطوة في التخطيط الاستراتيجي من الناحية التقليدية هي القيام بتشخيص واع للظروف المحيطة ، وتحليل لكافة العوامل المتصلة سواء كانت حاضرة أو مستقبلية ، ثم وضع رؤية وبدائل ، وكل ذلك لا يتأتى إلا بالتفكير الاستراتيجي.
مقتطفات من موسوعة إدارة الأعمال "النظرية والتطبيق" المجلد الثاني
فيديو الموسوعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق