الأحد، 25 فبراير 2018

الذكاء العاطفى للقادة

تتكون المنظمة من مجموعة من الأشخاص وعندما يتحد هؤلاء الأشخاص تتحرك المشاعر تلقائياً بحيث لا يختلف مكان العمل.
فليس من الحكمة أن نفترض بأن مكان العمل هو الهدف فى ذاته وليس للعاطفة مكان, كأنه مجرد مكان للأداء العمل وبه عدد من الغرف بحيث لا يوجد مجال للإنسجام أن يتسلل فيه, بالرغم أن الحقيقة هى أن المشاعر وحدها هى الحافز الوحيد للموظف سواء بالإيجاب أو بالسلب.
حيث تتحكم المشاعر وحدها فى جودة الأداء ودقة وكفاءة الموظف وإذا لم تكن كذلك, فلم يعد لنا حاجة إلى الحديث عن أهمية التوازن بين العمل والحياة فى السياق الحالى وهو الحاجة إلى قادة لديهم ذكاء عاطفى.
الوقت الحالى فعَال ومتحرك (دينامكى) ليس فقط إقتصادياً ولكن أيضاً إجتماعياً بحيث أن الأنسجة الإجتماعية تتطور بسرعة نتيجة العولمة والمؤثرات الأخرى. بحيث يتناقص متوسط العمر فى القوى العاملة.
والأن يتطلع القادة إلى إدارة أشخاص ينتمون إلى مختلف الثقافات والمرجعيات. وفى مثل هذه الحالة, يصبح من المهم للقائد أن يكون على دراية تامة بالجوانب العاطفية لدى الموظف أو الموظفة حتى يستطيعوا التعامل مع الناس.
الذكاء العاطفى هو القدرة على معرفة وفهم إحساس ومشاعر الأخر وإستخدام تلك المعرفة فى إدارة المشاعر والعلاقات.
وهناك اربعة جوانب للذكاء العاطفى كما اقترحه دانيال جولمان:
· الوعى الذاتى.
· الإدارة الذاتية.
· الوعى الإجتماعى.
· إدارة العلاقات أوالمهارات الإجتماعية.

يعرف القادة من لغة أجسامهم وتعبيرات وجوههم . فمن المهم للقادة أيضاً الأخذ فى الإعتبار التعبيرات الغير شفهية حيث يمكن أن تؤثر سلباً أو إيجاباً على المرؤوسين. بالتالى, إذا تحدث القائد عن الأخلاق فى الأعمال التجارية بعدم الإقتناع التام والإرتباك على وجه, سيلاحظ المرؤوسين ذلك والرسالة لن تصل كما يجب. وعلى القائد أن يكون قدوة ويدعم أقواله وعقائده وقيمه بالأفعال المناسبة.
وعلى القائد أيضاً أن يكون على دراية بنقاط القوة ونقاط الضعف لكل فرد من مرؤوسيه
فإنه من الصعب أن يُقبل التوجيه من قائد ليس على دراية ذاتية واسعة. وعلى القائد أن يتعاطف مع المواقف والمشاعر والإبداعات والدوافع لكل مرؤوسيه. وقد يكون ضعف الأداء لعضو فى فريق العمل يرجع ذلك إلى عدة أسباب, فقد يخل العامل بالعمل لمشكلات تتعلق بالتحفيز ويمكن أن يكون أحد المرؤوسين يستخدم لغة بذيئة مع الأخرين وذلك يدل على فقد الثقة فى القدرات الخاصة به. وعلى القائد أي يكون فطن بتلك الحقائق ولابد من محاولة الوصول إلى مستويات أعمق وفهم أشياء أكثر تعمقاً.
وبغض النظرعن الأسباب السابقة, يُعتبر الذكاء العاطفى مهماً بسبب أن الموظف يتوقع من رئيسه أو مديره ان يدرك موقفه وأولوياته. وعلى القائد أن يدرك متى يحتاج الموظف /الموظفة إلى توجيه ومتى يحتاج إلى تفويض. ولابد أن يكون على دراية تامة عندما يتصرف فريق العمل كبنيان واحد وعندما يكونوا مختلفين.
أنه من الصعب عنونة الجوانب العاطفية فى التعامل بين الأشخاص, ولكن القادة بحاجة إلى فهم أهميتها وما يتعلق بها لأنها تؤثر بشكل ملحوظ فى نتائج الأداء. وعند استعراض التقارير واجراء المناقشات حول تحسين الاداء يجب أن يتم تقدم التغذية المرتجعة بطريقة مقبولة من طرف الموظف.
وعلى القائد أن يدرك حالات عدم الأمان والمخاوف لدى مرؤوسيه التى يمكن أن يعبروا عنها ويمكن أن تظل مكتومة.
من أجل جذب والإحتفاظ بالمرؤوسين المبدعين وإستمرارية تحفيزهم, على القائد أن ينمى مهارات الأشخاص وذكائهم الإجتماعى, لأنهم لم يُخلقوا بالكاريزما (الجاذبية) التى تجذب الناس. ولحسن الحظ, يزيد الذكاء الإجتماعى بالممارسة وببذل المجهود.

استشارات موارد بشرية وتدريب
https://hrandtraining.blogspot.com.eg/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق