تمهيد
:-
الحوافز عبارة عن مؤثرات خارجية تحفز الموظف وتشجعه للقيام بأداء أفضل،
فالموظف قد يعمل بمستوى جيد لكن ترى الإدارة أن له مهارات وقدرات لم توظف، لذا
تقدم له الحوافز لاستثمار كل طاقاته لصالح العمل. ولقد عرف العالم النفسي وليم
جيمس الحوافز: بأنها من أعمق الصفات الإنسانية لدى الإنسان الذي يحرص دائما على أن
يكون مقدرا خير تقدير من قبل الآخرين.
ومن القصص العظيمة في هذا المجال أن رئيسًا لمؤسسة عربية كبيرة بها
آلاف الموظفين كان عندما يمر ماشيًا في المدينة السكنية التابعة لتلك المؤسسة يلتف
حوله أبناء الموظفين ويُلقون عليه التحية وكان في تلك المدينة السكنية حدائق بها
ألعاب للأطفال ، وفي يوم من الأيام أخبره الأطفال أن ألعابهم في حدائق تلك المساكن
لا تعمل ، فما كان من هذا المدير إلا أن أصدر أوامره بإصلاح تلك الألعاب وبالفعل
توجه مسؤولو الإصلاح بالمؤسسة للقيام بهذا العمل فورًا.
ربما كان تصرف هذا المدير تصرفا تلقائيا نابعا من شخصيته التي تحترم
الموظفين واحتياجاتهم ويسعد بخلق بيئة عمل جيدة. ولكن انظر إلى ما فعله؟ هل حفز الموظفين
فقط؟ لا بل حفز الموظفين وأبناء الموظفين وزوجات الموظفين وأمهات الموظفين. فعندما
يذهب الطفل ويخبر والدته وجدته بذلك فإنهم هم الذين يدفعون الأب (الموظف) على أن
يبذل كل شيء في عمله لأن رئيس المؤسسة يهتم بلعبة ابنه.
مفهوم
التحفيز :-
يعرف التحفيز كمصطلح إداري أنه عبارة عن المجموعة التي تدفعنا لعمل شيء
ما، حيث يستخدم بكافة أنواعه لتأكيد وتدعيم السلوك الإيجابي من جانب الموظف
وتشجيعه للمواصلة والاستمرار في العمل، أو لردعه عن السلوك السلبي وإقناعه بالعدول
عنه والتحول إلى ما يحقق مطالب العمل.
يعرف (كيث) الحوافز بأنها مجموعة من المتغيرات الخارجية في بيئة العمل
أو المجتمع تستخدم من قبل المنظمة في محاولة للتأثير على الرغبات والاحتياجات.
والحوافز كثيرة منها مادية ومعنوية، فالمادية تشبع حاجات الفرد المادية
مثل الأجور والعلاوات والبدلات والمكافآت، أما الحوافز المعنوية فتخاطب حاجات
الفرد النفسية والاجتماعية والذهنية مثل المشاركة في صنع القرارات والترقيات، أو
الشكر والتقدير والتكريم.
للحوافز أهداف كثير منها: تشجيع المنافسة بين الموظفين- تحسين
الإنتاجية - رفع الروح المعنوية للموظفين - مكافأة الأداء المتميز - تشجيع الإبداع
والابتكار - إبراز أنشطة المنظمة - تقديم المقابل المناسب للجهد المناسب.
أهمية
الحوافز بأنها تكمن في التالي :-
*-
المساهمة في إشباع الموظفين ورفع روحهم المعنوية.
*-
المساهمة في إعادة تنظيم منظومة احتياجات الموظفين وتنسيق أولوياتها.
*-
المساهمة في التحكم في سلوك الموظفين بما يضمن تحريك السلوك وتعزيزه وتوجيهه
وتعديله حسب المصلحة المشتركة للمنظمة والموظفين.
*-
تنمية عادات وقيم سلوكية جديدة تسعى المنظمة إلى وجودها بين الموظفين.
*-
المساهمة في تعزيز الموظفين لأهداف المنظمة أو سياساتها.
ماذا
تفعل المنظمات لزيادة مشاركة موظفيها وتفاعلها؟
إن تطبيق إدارة المواهب هي طريقة رائعة لتلبية احتياجات الموظفين وخلق
ثقافة تعزز مشاركة الموظفين. ونعني بذلك استمرارية الحوار بين الطرفين (المنظمة
والموظف) للتعرف على الأداء والاحتياجات المعرفية - التأكيد على أن الموظف لديه
صورة واضحة عن أهداف العمل التي يجب تحقيقها والمرتبطة بالأهداف العامة للمنظمة
وإعادة النظر فيها باستمرار- تعزيز تطوير الموظفين والتقدم الوظيفي من خلال
التدريب والتخطيط الناجح.
كيف
تحفز موظفيك؟
هناك الكثير من طرق وأساليب تحفيز الموظفين التي يستطيع المديرون
استخدامها بشكل أو بآخر، نذكر هنا بعضا منها:
1-
توفير الحوافز المختلفة :-
يحتاج الموظفون إلى الإحساس بأهميتهم داخل المنظمة، وأنها تقدر أداءهم
وذلك عن طريق تقديم الحوافز المختلفة. فيستطيع المدير أن يقدم الحوافز المختلفة
مثل:
2-
الحوافز المالية :-
تزيد من رغبة الموظفين للعمل الإضافي، لأنها من أهم العوامل وأكثرها
تأثيرا في اندفاع الموظفين وإخلاصهم في العمل. مثل منح علاوات.
3-
الحوافز المعنوية :-
تساعد على إشباع حاجات الموظف النفسية فتزيد من رقيه في العمل وولائه
وتحقق التعاون بين زملائه، مثل الإجازات - المشاركة في اتخاذ القرارات - الترقية -
شهادات الشكر وغيرها.
4-
التعرف على الموظفين :-
حتى يكون هناك رضا وظيفي من قبل الموظفين، والإحساس بالولاء للمنظمة
التي يعملون بها، من المهم أن يكون المدير على دراية ومعرفة جيدة بموظفيه
وسلوكياتهم مما يقربه منهم، ويسهل عليه مشاركتهم في الأعمال المختلفة التي تساعد
في تحقيق أهداف المنظمة. وذلك عن طريق جلسات جماعية استشارية، للتعرف على مشاعرهم
تجاه العمل والزملاء والرؤساء، حيث توفر البيئة المناسبة للعمل والدعم المعنوي
والحافز للموظفين.
5-
تشجيع الإبداع :-
على المدير تشجيع موظفيه باستمرار، وذلك لتنمية مهارات الإبداع من أجل
حل المشاكل التنظيمية المختلفة، وذلك عن طريق توفير الوقت لاستقبال وقبول الأفكار
والمقترحات المختلفة التي ممكن أن تساعد في تطوير بيئة العمل.
6-
الاستماع الجيد للموظفين :-
إن الاستماع الفعال من قبل المدير لموظفيه هو شكل من أشكال الدعم،
والاحترام، والتقدير، والاهتمام بالشخص المتحدث. مما يؤدي إلى تطوير العلاقات
الشخصية الودية والصحية بين المدير وموظفيه في العمل، ويعزز معنوياتهم بالتالي
تحفيزهم للعمل.
7-
إتاحة الفرص لنمو وتطوير الموظفين :-
التدريبية أو اللجان أو غيره. بالإضافة إلى إعطائهم الفرص المختلفة
للتنمية الذاتية والنجاح في العمل عن طريق إشراكهم في صنع القرار لما له من أهمية
في رفع نسبة الولاء المؤسسي.
8-
الأسلوب الإشرافي والقدوة :-
يتعلم الموظفون الكثير من الأسلوب الإشرافي الذي يتبعه المدير فيما
يفعله ويقوله في العمل، وكيف يؤثر ذلك على سلوكهم وحثهم على حسن أداء العمل وتنفيذ
أوامره برضا وارتياح عن طريق احترامه لمرؤوسيه- توزيع العمل وفقا لقدرات الموظفين
- تفاعله مع العملاء وتعامله معهم.
9-
التعامل مع الضغوط :-
نظرًا لكثرة ضغوط العمل يصاب الموظفون بالإجهاد والتوتر أحيانا مما
يؤثر على أعمالهم وسلوكياتهم. ويستطيع المدير تخفيف ذلك التوتر وتخفيف أعباء العمل
عن طريق إلحاقهم بدورات تدريبية في كيفية إدارة الضغوط، حتى يستطيع الموظفون
التعامل مع المشاكل والإجهاد بطريقة علمية. بالإضافة إلى عقد اجتماعات جماعية
دورية للتعرف على آخر ما تم التوصل إليه.
10-
الاحتفاظ بسجل دقيق عن الأداء :-
أثبتت الدراسات أن الموظفين بحاجة إلى تغذية راجعه بناءة، ومنتظمة،
وباستمرار خلال العام لمعرفة كيفية أدائهم للأعمال التي يقومون بها، لأنها لا
تستند على افتراضات الرئيس بل على حقائق، وملاحظات شخصية، حيث تساعد المدراء
والموظفين على فتح باب الحوار، والتعرف على مواقع الخلل. بالإضافة إلى أنه يقدم
سجلا دقيقا ومفصلا يستطيع الرئيس الرجوع إليه والتشاور مع الموظف فيه.
كل تلك النقاط وهناك أكثر تساعد على تحفيز الموظفين بشكل وآخر. لذا فمن
المهم جدًا أن يكون هناك رضا وظيفي لدى الموظفين حتى يكون هناك حماس ورغبة في العمل
في منظماتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق