الخميس، 31 يناير 2013

دور المدير في نجاح فريق العمل

1. دور قائد فريق العمل:-
أن وجود ونجاح فريق العمل يتوقف على وجود القائد المؤيد لهذا التوجه والداعم له، والذي يقوم بدوره في الفريق على الوجه الصحيح، ويمكن تحديد وتوضيح دور قائد فريق العمل من خلال قيامه بما يلي:-

*أ. تسهيل عملية وضع الفريق لأهدافه، وإيضاح الحدود المناسبة للأهداف المشتركة، وتفسيرها عن طريق إجابة أسئلة الأعضاء ومشاركتهم في وضع تلك الأهداف.. دون الافتراض بأن المرؤوسين يعرفون ما يجب عليهم القيام به، وتجهيز الترتيبات والبيانات التي يحتاجها الفريق.

*ب. تشجيع أفراد الفريق جميعاً – وخاصة غير النشطين – للمشاركة في جميع أعمال الفريق في ظل المحافظة على احترام الذات وتنمية الثقة، وتقدير وجهات النظر المختلفة والاستماع لها، والتأكد من عدم إظهار أي سلوك يدل على إهمال ما يدور في النقاش، والاعتراف بكافة الآراء المطروحة، وإبداء التفهم لكافة الأفكار والبناء عليها (إن أمكن) بشكل إبداعي لأن في ذلك كله احتواء لأعضاء الفريق وإشعار لهم بأهميتهم.

*ج. استخدام أساليب العمل الجماعي والمواجهة البناءة، وذلك في التفكير وحل المشكلات وترتيب الأولويات، والبحث عن الاهتمامات والحلول المشتركة، خاصة أن الحلول الجماعية أكبر في قيمتها ودرجة صحتها من الحلول الفردية. كما يقوم القائد بالمواجهة البناءة عند التعامل مع بعض الأعضاء من ذوي الرغبات الجامحة دون تحيز، وخاصة الذين يطمحون إلى السيطرة على مجريات الأمور وتسييرها حسب رغبتهم.

*د. إعطاء توجيهات واضحة لإنجاز المهمة، والتدخل لمنع الفريق من الخروج عن المسار الصحيح، وكذلك المحافظة على الحياد التام، وتأصيل التقييم الذاتي للأداء لأنه يدفع عمل الفريق نحو النجاح.

*هـ. احترام الآخرين وقبولهم على ما هم عليه، إذا أنه لا يتوقع نجاح الفريق ما لم يكن هناك احترام متبادل وقبول للآخرين دون شروط مسبقة، فليس من الضروري أن يكون هناك اتفاق تام بين القائد وأعضاء الفريق للعمل مع بعضهم البعض، ولكن يكفي أن يكون لديهم استعداد لقبول الآخرين والعمل معهم دون الحكم عليهم، أو تقييم معتقداتهم أو سلوكهم.

*و. الاهتمام الحقيقي من قبل القائد بأعضاء الفريق والاستماع إليهم بعناية ، وذلك تحقيقاً للرابطة الوجدانية بين أعضاء الفريق، خاصة أن الاستماع والاهتمام المقرونان بالمحبة يخلقان تعاوناً بين الأعضاء، وتوافقاً بين آرائهم، مما يعطي فرصة لهذا السلوك أن يشيع بين كافة أعضاء الفريق.
*ز. الانفتاح القائم على المصارحة والاعتراف والتغذية العكسية الموجهة لتنمية الثقة المتبادلة بين الأشخاص، وذلك لأن الانفتاح والثقة تساعدان في الكشف عن حقيقة المشاعر والمعتقدات والقيم والتطلعات . وبالتالي تقلل من التوتر والقلق الذي ينشأ عن محاولة إخفاء المشاعر والأفكار والدوافع الخفية.

2. مراحل مسؤوليات قائد فريق العمل:-
إن القائد الناجح هو الذي يجعل من الأفراد فريقاً يجمعه هدف موحد، وسلوكيات تجد القبول والالتزام من الجميع، وثقة تربط كل فرد بالآخرين، وتربط الفريق بالمنظمة أو الشركة ككل. وإن تواجد القائد مع الفريق، يستهدف بالدرجة الأولى، تمكين أعضاء الفريق من المشاركة في الآراء، والتوجهات، والمشاعر، بغرض الحصول منذ بداية تكوين الفريق على نوع من الاتفاق. ومن هنا يتبلور دور القائد في إدارة أعمال ومناقشات الفريق، والحرص على تحاشي الانزلاق في الأخطاء التي تعيق الاتفاق حول الآراء والتوجهات، وأيضاً حول المشاعر المشتركة. وتمر مسئوليات القائد في فعالية المناقشات بأربعة مراحل رئيسية هي:

*أ. تقديم الموضوع (التعريف بالمهمة):يقوم قائد الفريق في هذه المرحلة بما يلي:
1) استعراض المسائل التي سوف يناقشها الفريق.
2) الاستماع إلى مرئيات الفريق حول هذه المسائل. وهل لدى الفريق مقترحات بتعديلها.
3) وتبرز أهمية هذه الخطوة بكونها وسيلته في الحصول على تقبل الأعضاء للمهمة. لذلك ينبغي أن يعمل المدير على فسح المجال الكافي للأعضاء للمناقشة، وألا يفرض وجهة نظره أو يحاول ممارسة نفوذ عليهم.
4) ينبغي أن يحس الأعضاء بحرية الرأي والمناقشة.

*ب. نقل وإحالة الموضوع للفريق: تجئ صعوبة هذه الخطوة للمدير في توضيحه بل تأكيده للفريق مسئوليته عن الموضوع (المهمة)، وأنه والفريق مطالبون بإنجاز المهمة في وقت محدد وبالموارد المخصصة. ولكي ينجح المدير هنا يجب أن يتأكد أن جميع الأعضاء قد أبدوا وجهة نظرهم حول مختلف جوانب الموضوع، وأنه باستطاعة الفريق أن يستنير بآراء آخرين من غير أعضائه. كما أن المدير مسئول بتوجيه أسئلة مباشرة للعضو غير النشط في المناقشات مثل: ما هو رأيك يا...؟ .....الخ.

وتتميز هذه الخطوة بتعدد آراء الأعضاء ومناقشتهم مع بعضهم الآخر. كما يسود المناقشة خلط حول المفاهيم، والذي قد يعود بالفريق إلى أصل الغرض من المهمة. وينبغي على المدير أن يكون حاذقاً في إدارة النقاش تماماً مثل الحكم في مباراة كرة القدم والذي إن أكثر من " صفارة الأخطاء" فإن الجميع سوف يشعر بالملل من تواجده، وقد يسخط عليه بمختلف " الحركات".

وينحصر دور المدير كرئيس للفريق في التالي:
1) الإنصات الجيد مع المتابعة الكافية الذكية.
2) إدارة النقاش بعدالة (الكل يأخذ فرصته).
3) تفسير وتوضيح خاصة حول نقاط الخلاف أو ما يمس السياسات العامة للمنظمة مما لا يدخل في مرجعية الفريق.
4) تشجيع المشاركة في النقاش. وقد يرى المدير أن يدلي برأيه في بعض المسائل لكن هذا غير مسموح به إذا كان في ذلك الرأي ما يؤثر على أفكار ومناقشات الفريق.
5) يساعد الأعضاء في التعبير عن وجهة نظرهم، وفي التوفيق بين وجهات النظر المختلفة، ويقلل أو يحد من الصراعات والضغوط بأساليب تؤكد حياده وموضوعيته، وحرصه على إثراء النقاش بالأفكار.
وقد يجد القائد صعوبة في " كبح جماح" البعض الذين تكون لديهم موضوعات خفية، ليست واردة في أجندة الاجتماع، أو مهام الفريق، ولا يرغبون الإفصاح عنها علناً أمام كل الفريق، لكنهم ينتهزون الفرصة لتوجيه النقاش، نحو تغطية هذه الموضوعات أو ما يعرف بالأجندة الخفية وأنه من العدالة وإثراء النقاش أن يفسح المدير للأعضاء فرصة إبداء وجهة نظرهم ثم التحكم في مناقشتها. وهذه المناقشة للأجندة الخفية لا تلزم الفريق باتخاذ قرار حولها.

*ج. التلخيص:يقوم القائد بالتوقف بعد كل (45-60 دقيقة) ليستعرض ما تم نقاشه مع تلخيص للآراء التي طرحت حول الموضوعات. وتبرز أهمية هذه الخطوة للاعتبارات التالية:
1) التأكد أن النقاش يتجه نحو موضوعات البحث.
2) التأكد أن الجميع مدرك لما تمت مناقشته ومتابع لكل ما طرح من أفكار.
3) منع بعض الأعضاء من التخلف من المشاركة وذلك لشد انتباههم لما يدور والابتعاد عن المناقشات أو الأحاديث الجانبية مع العضو " الجار".
إن التلخيص والاستعراض الدقيق يمكن القائد من التحكم في إدارة النقاش خصوصاً حول النقاط التي أثارت بعض الجدل والصراع. إذ أن المدير بخبرته وبمقدرته على التعبير يستطيع كسر حدة الخلاف باستعراضه للآراء بطريقة أمينة، وفي نفس الوقت تبتعد عن شحنات العاطفة.

وينبغي على القائد أن يستمر في دفع الأعضاء غير النشطين للمشاركة حتى في مرحلة الاستعراض والتلخيص، ويستطيع أن يطلب من أحدهم تلخيص ما تمت مناقشته مع إبداء رأيه حولها. ولا بد للمدير عدم المبالغة في كثرة اللجوء إلى أسلوب التلخيص حيث أن ذلك يؤثر على مسار وتسلسل الأفكار والمناقشات.
*د. الحصول على موافقة الأعضاء: هذه هي الخطوة الأخيرة في المناقشات. وهي في واقع الأمر عبارة عن تلخيص لما تمت مناقشته. إذ أن المدير بعد أن يستعرض الموضوعات والأفكار والقرارات التي تم اتخاذها، يقوم بالتأكد من موافقة الأعضاء عن طريق إعادة التلخيص بشكل إجمالي. وهنا ينبغي أن يتذكر المدير أنه مطالب بتقديم إضافة يصل إليه الفريق من نتائج وقرارات لذلك عليه واجب التطوير الذاتي في مهمة الفريق.

وقد جرت العادة أن تكون هذه الخطوة مليئة بالتعديلات التي يدخلها الأعضاء على مقترحاتهم الأصلية. والمهم في هذه المرحلة هو أن يسود مفهوم مشترك جميع الأعضاء حول ما تم التوصل إليه سواء كانت قرارات أو توصيات. ويتضح مما تقدم أن دور القائد هو:
1) إدارة إجراءات المناقشة.
2) توفير المناخ الذي يشجع الأعضاء على المشاركة والبحث المستمر للأحسن.
3) دفع مسار المناقشات للأمام وتغطية جميع النقاط.
4) توجيه وإرشاد الفريق للوصول مباشرة للنتائج والقرارات.
5) الحصول على موافقة الفريق حول الأعمال والنشاطات التي كلف بها الفريق.
6) توفير الإمكانات المادية والمعنوية والقانونية وإلزام الأعضاء بتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية.

3. الممارسات التي على قائد الفريق تجنبها:يجب على القائد تجنب بعض الممارسات نحو فريق العمل، والتي حددها (موكسون) فيما يلي: (القحطاني، 1429هـ : 179-181)
*أ. فرض السيطرة على الفريق ومحاولة توجيهه نحو الوجهة التي يرغبها القائد.
*ب. الدخول في صراع أو مزايدات أو منافسات أو تحدي مع أحد أعضاء الفريق.
*ج. البحث عن سلبيات وأخطاء الآخرين والتركيز عليها.
*د. تقديم الافتراضات الشخصية للقائد حول الموضوع، أو السماح بالدخول في أي نوع من الجدل أللانهائي بين أعضاء الفريق، أو مع أي أحد منهم.
*ه. استغلال المركز القيادي لتوجيه مسار مناقشات الفريق أو التأثر عليه، أو السماح لأي مصدر خارجي بمقاطعة سير تلك المناقشات، أو التنازل بطريقة توحي بتميز القائد عن الأعضاء الآخرين.
*و. المطالبة المستمرة بتقدير وضع القائد أو التعاطف والمشاركة الوجدانية له، أو الانسحاب وعدم المشاركة بفعالية في أعمال الفريق.
4. خصائص قائد الفريق الكفء:
*أ. لديه القدرة على تفحص وجدان الآخرين.
*ب. متفهم لحاجات وآمال وتطلعات البشر.
*ج. مستمع من الطراز الأول.
*د. يقدر تأثير الخلفيات الاجتماعية على الأفراد.
*ه. حازم.. لديه مبادئ ومثل لا يتنازل عنها ويعرف كيف ومتى يجب أن يكون مرناً.
*و. أمين جداً وصادق لا يحاول اللف والدوران حول الحقائق الواضحة.
*ز. لديه رؤية أبعد للأشياء والأحداث.
*ح. مطلع… يعتبر مرجع في العديد من المجالات.
*ط. مفوض جيد يجيد صنع الصف الثاني.

ومن خلال استعراضنا لدور القائد ومسؤولياته داخل فريق العمل يمكننا القول أن القائد داخل فريق العمل يعتبر بمثابة القوة الدافعة للانجاز وذلك من خلال النشاطات والمهام التي يقوم بها بالإضافة إلى صفاته الشخصية التي تجعل جميع أفراد فريق العمل يتأثرون به ويقومون بما يوكله لهم من مهام من منطلق الاقتناع بها والحرص على أن ينجحوا فيها انطلاقا مما غرسه القائد فيهم من حب للعمل ورغبة في الانجاز والتميز، كما يجب الانتباه إلى أن القائد لابد أن لا يكتفي بما لديه من مهارات وصفات بالإضافة احترام وحب من أفراد الفريق بل يجب أن يكون على دراية وعلم بالخطوات والمراحل التي يجب أن يقوم بها حتى يفعل دوره القيادي داخل الفريق والتي تم استعراضها فيما سبق، ومنها ما سيتم عرضه لاحقاً فيما يخص بناء فريق العمل والسيطرة على ديناميكية الجماعة في الفريق من حيث توجيهها إلى النواحي الإيجابية منها والتي تساعد على رفع مستوى أداء الفريق إلى ما هو متوقع منه

ربنا يوفق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق