الاثنين، 24 يونيو 2013

اتقان العمل



هنالك الكثير من الذين يعملون في مجال الاستثمار ولكن قلة منهم متميزة 10 % ، وكذلك الأمر فيمن يعملون في مجال الطب أو المحاماة أو السياسة أو التدريب أو غير ذلك، وإذا أردت أن تتميز في مجال عملك فيجب أن تعرف ما يلي:-
1- لابد من القراءة ومتابعة ما يتعلق بمجال عملك من دراسات وأبحاث وكتب؛ فكلما زدت قراءة زدت علماً « فالعلم قبل العمل » والقراءة تعطيك تجارب الآخرين وأفكار جديدة وتختصر الوقت لتحقيق إنجازات متميزة.

2- تعطي الحياة العملية خبرة كبيرة فهي «مدرسة كبيرة »، ولكن كثيرون وللأسف لا يتعمقون فيها ولا يستفيدون منها، قال موظف لمديره: «عندي خبرة عشرون عاماً في مجال عملي » فقال المدير: «عندك خبرة سنة واحدة تكررت عشرين مرة » ؛ فمثلاً كثير من أساتذة الجامعة في مجالات الإدارة والتجارة والسياسة نظريين، ويفتقدون الخبرة العملية في مجال تخصصهم، ولهذا تأت آراءهم واجتهاداتهم خاطئة وسطحية في كثير من الأحيان؛ لأن التعامل مع الواقع الإداري مثلاً متعب تتداخل فيه النظم واللوائح بالموظفين وقدراتهم، ويتداخل كل ذلك بثقافة المؤسسة، وفعالية الاتصالات، وكفاءة التخطيط، وجودة الإعلام، ونظام الحوافز الإيجابية والسلبية، والمخلصين والمنافقين والسلبيين .... إلخ
قال الشاعر
ألم تر أن العقل زين لأهله ولكن تمام العقل طول التجارب .

3- اهتم كثيراً بعمل الدراسات الميدانية المتميزة في مجال تخصصك، وإن أمكن تأليف الكتب أو عمل منشورات تثقيفية أو الكتابة في الإنترنت، وهنا يتم الربط بين العلم والعمل؛ أي بين النظرية والتطبيق وابتعد كثيراً عن مدرسة الآراء، وأخطر ما في هذه المدرسة أنها مدرسة السطحيين الجهلاء والبعيدين عن الواقع والكسلاء ، فالعلم ليس آراء بل حقائق وأرقام وتجارب عملية وما أكثر الاجتماعات والمؤتمرات والدراسات التي تتطرق لقضايانا بصورة سطحية أو جزئية! قال الإمام على بن أبى طالب  : « أعقلوا العلم إذا سمعتموه عقل رعاية لاعقل رواية؛ فإن رواة العلم كثير ورعاته قليل .»

4- تعلم من الآخرين وخاصة المتميزين في مجال تخصصك إذا كان بالإمكان الاتصال المباشر والشخصي بهم ومشاورتهم؛ فهناك الكثير من الاستفادة إذا تعلمت على أيدي أفراد متميزين في مجال عملك وقديماً قيل: «شاور العاقل يكن عقله لك »
فابحث عن المتميزين وتعلم منهم واسألهم وناقشهم
قال الشاعر
وأجعل جليسك سيدا تحظى به حبر لبيب عاقلا متأدب

5- أطبخ الدراسات، والمحاضرات، والكتب، والدورات التدريبية على نار هادئة ودقق وفكر وناقش وراجع وطور؛ فالمحاضرة التي يأخذ إعدادها ستة شهور ليست بمستوى المحاضرة التي تم إعدادها خلال شهر، اعمل بروفات للمحاضرة ومسودات
للكتاب والمقالات العلمية وشاور المختصين فيها قبل نشرها قال لقمان الحكيم في مواعظ لإبنه: ( شاور الكبير ولا تستحي من مشاورة الصغير )

6- انجز بعض الأعمال والدراسات بمفردك وبعضها مع فريق عمل حتى لو كان
فريق العمل يتكون من ثلاثة أو أربعة والعمل الفردي له مزاياه وعيوبه وكذلك العمل
الجماعي.

7-  قم بالزيارات الميدانية لمؤسسات وشركات تقوم بنفس عملك سواء كانت محلية أو خارجية واستفد كثيراً من تجارب الآخرين كلما كان هذا ممكناً فهذا فيه اختصار للوقت والجهد، و لا تكون الاستفادة عن طريق نقل حرفي لما عند الآخرين بل نقل بناء على فهم

8- لا طريق العلم ولا طريق العمل مفروشين بالورود والزهور فلابد من الصبر والتفكير والسهر ومواجهة الصعوبات والإحباطات، وقد روى عن رسول الله أنه قال: « ما أعطي أحد عطاءً خيراً وأوسع من الصبر » وقال حكيم: « شرف النفس أن تحتمل المكاره كما تحتمل المكارم » وهناك أعذار كثيرة يمكن أن تقنع فيها نفسك والآخرين تبرر قلة عملك وقلة إنتاجيتك ومن هذه الأعذار: لا أحد يقدر ما أقوم به من عمل أو لا أحد يقرأ الدراسات التي أعدتها أو يناقشها، أو لم أحصل على تقييم يتناسب مع إنتاجي، أو تتم الترقيات في مؤسساتنا بناءً على الواسطة والعلاقات الشخصية، أو مديري لا يريد لي النجاح، أو الراتب قليل لا يشجع على زيادة الإنتاجية. « ما أكثر الأعذار التي نحاول أن نقنع أنفسنا بها حتى لا نزيد رصيدنا من العلم والعمل أو الإخلاص؛ فنحن أكبر أعداء نفوسنا وننجح في أعمالنا إذا أتقناها حتى لو لم نحقق طموحاتنا .

9- اعمل دعاية لإنتاجك بما يعادل 20 % من وقتك انشر كتبك ودراساتك ومقالاتك وأوصلها لمن يهتمون بها أو لهم علاقة بها؛ إذا كان إنتاجك متميز فيجب أن تنشره وتعلنه ليس فقط للمسئولين بل لغيرهم أيضا، وإذا كان أصحاب البضائع يعملون
الدعاية لبضائعهم فأنت أولى بذلك.

10- تخطئ إذا قيدت طاقاتك وأهدافك في مجال عملك بما يطلبه رؤسائك في العمل وتأكد أن مجال العمل به كثير من الفرص والإمكانيات؛ فالتعاون مع الآخرين يفتح لك أبواب كثيرة؛ فمجال تأثيرك لا يقتصر على الإدارة التي تعمل بها أو المؤسسة بل يمتد إلى أماكن كثيرة حتى خارج بلدك. تذكر ضع البيض في سلال كثيرة وتأكد بأنه لن ينكسر بل سينتج صيصان كثيرة بإذن الله تعالى أنا شخصياً متخصص في سياسة البحث العلمي وأقوم بكتابة المقالات في الجرائد، وتأليف الكتب، وحضور ما أستطيع من مؤتمرات، وأقدم فيها ما اقتنعت به ويمكن نشر آرائك في الإنترنت أو غيرها؛ فالأبواب مفتوحة لكثير من أنواع الإنتاج .

11- كثير منا استفاد من كلمات سمعها في دورة تدريبية أو نصيحة من صديق أو عبارة في مؤتمر علمي أو من كتاب أو من مقال قرأه أو غير ذلك؛ فإذا كان لديك علم فأوصله لزملائك في التخصص في كل مكان أو لمن هم في بداية الطريق من الشباب وما أكثرهم. ومن الجمل القصيرة التي استفدت منها «أهم عوامل النجاح : التخطيط ثم التخطيط ثم التخطيط  ،  والتدريب أثناء العمل: هو أهم أنواع التدريب ،  ودرب نفسك بنفسك  ،  واعمل دعاية لإنجازاتك ،  وهناك ثلاث مشاكل كبيرة وهي ضعف الإتصالات وضعف الإتصالات وضعف الإتصالات - وأن تكون كالسلحفاة في الطريق الصحيح خير من أن تكون غزالا في الطريق الخطأ

ربنا وفق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق