الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015

نظرية الرجل العظيم

تقوم هذه النظرية على الافتراض القائل بأن التغيرات الجوهرية التي طرأت على حياة المجتمعات الإنسانية إنما تحققت عن طريق أفراد ولدوا بمواهب فذة ، وأن هذه المواهب والقدرات لا تتكرر في أناس كثيرين على مر التاريخ ، ويرى أصحاب هذه النظرية أن الرجال العظام يبرزون في المجتمع لما يتمتعون به من قدرات غير مألوفة وامتلاكهم مواهب عظيمة وسمات وراثية تجعل منهم قادة أيا كانت المواقف التي يواجهونها.

ومن هنا نستطيع أن نخلص إلى أن القيادة صفة غير مطلقة يتمتع بها أفراد دون الآخرين، وإنما هناك من العوامل الأخرى التي تؤثر كالظروف الموقفية وديناميات الجماعة ونوعية أفرادها ........... إلخ.

أفرزت البحوث والدراسات نظريات عدة برزت خلال مراحل مختلفة لتطور مفهوم القيادة كل واحدة منها تفسر ظاهرة القيادة, من هذه النظريات نظريه الرجل العظيم.

ما المقصود بنظريه الرجل العظيم ؟
تفترض هذه النظرية ان هناك أشخاصا ذوي مواهب فذة تمكنهم من التحكم في مجرى التغير ومجرى التأريخ ( الفكرة الأساسية لهذه النظرية تعتمد أساسا على افتراض ان القيادة يولدون ولا يصنعون وهذه الولادة تكون في أعضاء ارستقراطيين فقط ) ، بعض الرجال يتصفون بسمات غير اعتيادية منذ الولادة من جهة أخرى فإن السمات القيادية تنتقل بشكل تنازلي من شخص إلى آخر عبر نظام الوراثة.

فقد قبلت معظم المجتمعات القديمة قادتها على أساس براعتهم وشجاعتهم حيث كان يتم اختيار الرجل الأقوى كحاكم أو زعيم ، وكان من مهامه الأساسية كسب معارك جماعته وحروبها . ويبني أصحاب هذه النظرية رأيهم على ضوء مسلمّة تقول بأن القادة يولدون ومعهم موهبة القيادة وأنه توجد فيهم خصال تميزهم عن تابعيهم.

وقد كان الاعتقاد سائدا بأنه من خلال بقاء الأصلح وبالتزاوج يظهر القادة المتميزون عن الآخرين مما يوصلهم إلى مركز القوة ، ومن أولئك الذين نادوا بمثل هذا كالتون ودز ، وويكام وكذلك بارنا رد ، وتيد.

فأفكار هذه النظرية تركزت حول المعايير الشخصية التي تصنع الزعامة الناجحة وكيف أن القيادة الناجحة تتطلب أشخاصا ذوي مواهب نادرة تجعلهم صالحين للقيادة وأن الرجل العظيم يستطيع أن يحدث في الجماعة تغيرات متى كانت مستعدة لتقبلها

وتعتبر الأفكار والتصورات التي ارتكزت عليها (نظرية الرجل العظيم )انعكاسا لكل الظروف السياسية والاجتماعية والثقافية التي سادت في مراحل تاريخية مختلفة في المجتمع الغربي.

ومن هنا صنفت هذه النظرية بأنها (الأب الشرعي لكل تفكير في موضوع القيادة )
ونظرية السمات في تحليل السمات اللازمة للقيادة ، قد توصلوا من خلال دراساتهم إلى عدد من السمات العامة الضرورية للقيادة وإذا ما توافرت في شخص ما جعلته قائدا ناجحا ومن أهم هذه السمات :ـ
1- مهارات الإنجاز وتتضمن الثقافة والتعليم والمعرفة الواسعة والقدرة على إنجاز الأعمال.
2- القدرة وتتضمن الذكاء وطلاقة اللسان واليقظة والعدالة.
3- تحمل المسؤولية وتتضمن المبادأة والثقة بالنفس المثابرة والاعتماد على النفس.
4- روح المشاركة وتتضمن النشاط والروح الاجتماعية ،المساهمة والتعاون.
5- المكانة الاجتماعية لا بد أن يكون القائد محبوبا سواء داخل المنظمة أو خارجها كما يستحب أن يكون للقائد مركز مالي واجتماعي.
6- القدرة على تفهم الموقف.

وهذا يتطلب مستوى ذهني جيد ومهارات في تلبية حاجات المرؤوسين ومصالحهم والقدرة على تحقيق أهداف المنظمة مهما كانت الظروف.

سمات القائد الناجح :-
السمة الأولى : القائد الوجداني :-
فهو يساهم في تبادل العلاقة مع الأفراد، ويستحوذ على قلوبهم، وينشر بذور الحب والإخاء، يساهم في حل مشكلات الأفراد والاستقرار العائلي.
السمة الثانية : القائد الرحيم :-
فلم يهجر الحب قلبه، كلمته لينة، محبوب لدى الأفراد، مسامح ويقبل الأعذار، قلبه كبير، يعطي ولا ينتظر من الآخرين شيئا، يحب وبلا شروط.
السمة الثالثة : القائد المتفقد :-
متفقد للنبض الداخلي للأفراد، يشعر ويحس بهم، يتفقد أفراده ويزورهم وخاصة لمن هم أقل منه ، فيتفقد همومهم ومشاكلهم شعاره
( وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين )
السمة الرابعة : القائد الخدوم :-
سؤاله كيف يمكن أن أساعدك ؟ ويفرغ وقتا من أجل مرؤوسيه ، لا يوجد حواجز معنوية ، قائد شعاره
 ( أنا أخ لكم ،وامنحكم السلطة من خلال حبي وصبري وحزمي ، وأحبكم بدرجة لا أسمح لكم بعمل ما هو أقل من الممتاز، ولكني لا أكرهكم عليه ، بل ادعوكم إليه )
السمة الخامسة : القائد المحاط :-
القائد الذي يحاط من حوله بقادة وليس باتباع ، يتمنى مثله قائدا ، مثل عمر بن الخطاب حينما قال لأصحابه : تمنوا ، فتمنى كل واحد منهم أمنية ، فقال عمر بن الخطاب : ولكني أتمنى بيتا مملوء رجالا مثل أبي عبيدة ، وسالم مولى أبي حذيفة .
السمة السادسة : القائد العملاق :-
صبور على تحقيق حلمه إلى واقع وحقيقة ، صاحب رؤية مستقبلية يردد إن عملا كادحا بلا رؤية يعطي عبودية ، ورؤية بلا عمل تظل حلما وسرابا ، رؤيتي تمتزج بمنهج عملي لأنها تشعل حماسي وتفجر طاقاتي.
السمة السابعة : القائد المحفز :-
هو المشجع المساعد في الإبداع وتوليد الطاقة في الأفراد ويفضي إلى نتيجة ناجحة ، بادئ بنفسه كنموذج .
السمة الثامنة : القائد النشيط :-
يجعل العمل أكثر نشاطا، الكل يستمتع بالعمل وبتماسك الفريق يطلب آراء العاملين من حوله
السمة التاسعة : القائد الملك :-
يتيح للآخرين الفرصة للمساهمة في النجاح ، ويتيح مجالا لاتخاذ واختيار القرار ويعطي للعاملين المسؤولية عما يفعلون ، يمنح الآخرين الأمن الوظيفي.
السمة العاشرة : القائد المفوض :-
يقلل من اعتماد الآخرين عليه ، ويقلل من اللجوء إليه في كل صغيرة وكبيرة ، ويعطي الصلاحيات اللازمة لإدارة العمل , يشجع المبادرات الفردية في تحمل المسؤولية ، يتيح للعاملين فرصة القيام بدور قيادي وفرصة للتآلف الاجتماعي .
السمة الحادية عشر : القائد الموظف :-
يوظف قوة الأفراد في العمل الجماعي، يوظف إبداعه وينشره بين الأفراد، فيسمع وينصت للكل، ويسمح لهم بالتعبير عن آرائهم ويشعرهم، بأنهم أرصدة ثابتة لها معنى وقيمة ولهم قلوب ومشاعر ويشعرهم بشعار ( معا في السراء والضراء ).
السمة الثانية عشر : القائد الممكن :-
يتيح فرصة للتعليم ويتجاوز عن الأخطاء ولا يسمح بتكرارها ، ويدع العاملين يضعون الأهداف لأنفسهم .
السمة الثالثة عشر :القائد المنجز :-
يشجع العاملين على التطوير، ويتحدى العاملين ليتفوقوا على أنفسهم، إنجازاته تتحدث عنه، محبوب عند الجميع، صاحب تدرج موزون.
السمة الرابعة عشر : القائد المحترم :-
يشد من أزر العاملين , ويثني عليهم بصدق ويريهم تقديره وعرفانه ,ويحترم التزاماته ومواعيده.
السمة الخامسة عشر : القائد الشارح :-
يشرح للعاملين أهمية وقيمة ومعنى ما يفعلون فيشرح رؤيته بوضوح ، ويشرح أهدافه بوضوح، ويجيد ويتقن إيصال المعلومة.
السمة السادسة عشر : القائد المفكر :-
الذي يهتم بتجميع وتوظيف المعلومات لخدمة التفكير ، المصمم لصياغة رسالة المنظمة ، المبدع والمبتكر والطامح لصعود القمة ، صاحب نظرة عميقة ذات بعد استراتيجي طويل الأجل ، يهتم بالخلوة الانفرادية للتأمل والتصور ، يحب التفكير في التغيير الواقعي .
السمة السابعة عشر : القائد المحرك :-
يهتم ببناء النفسيات ، ومساعدة الأفراد وتطويرهم بالتدريب المستمر ، يعامل الأفراد على أنهم أصحاب طاقات كامنة قابلة للتطوير والنماء وظيفته الحقيقية اكتشاف هذه الطاقات وتوظيفها نحو الأفضل ، أفعاله لها صوت من أقواله ، فهو نموذج يحتذي به.
السمة الثامنة عشر : القائد المؤثر :-
يتقن فن الإصغاء إلى الفريق ، يتقن لغة المشاعر ويفهم الآخرين قبل الطلب بأن يفهموه ، مؤمن بأن نجاح الفرد هو نجاح المنظمة ، يملك قدرة عالية من الأسلحة النفسية كضبط النفس ، الصبر ، يتفهم الآخرين ويتعامل معهم رغم أخطائهم مفترضا حسن الظن.
السمة التاسعة عشر : القائد الواضح :-
مبادئه وقيمه معلنة ، ويلتزم بها ، ولا يهدم ما بناه ، خطته معلنة ، رؤيته واضحة ، رسالته واضحة ، فهو واضح وليس شخصية محيرة ، لا توجد في مؤسسته أسرار خفية غير معلنة ، يتبع سياسة الباب المفتوح الحقيقية ، فيفتح بابه ، وأذنه للأفراد ، يتصل مع الآخرين بشكل واضح ومؤثر.
السمة العشرون : القائد الشجاع :-
يعترف وبشجاعة بقصوره ، ولا ينزعج ولا يغضب من مصارحته بأخطائه ، قد يتعلم ممن هو أقل منه مرتبة، يكفل للجميع حرية المحاولة ، يشعر بالمسؤولية ، يتذكر حينما يوجه إصبع الاتهام إلى الآخرين أن أصابعه الثلاثة الأخرى تتجه إليه ، شجاع بأنه لا يصيب الآخرين بألم ، ولكنه يحمل الألم .
السمة الحادية والعشرون : القائد المتفائل :-
الذي يعرف نظرية شجرة الخيزران الصينية، فيعرف قيمة الأرض وزرع البذور ووضع السماد والماء والعناية ويتفاءل ولا يستعجل النتائج، لأنه يعلم قيمة تفاؤله أن المحصول الممتاز سيأتي في النهاية، إنه قانون الحصاد مع التفاؤل المشرق.

اعتراضات موجهة لهذه النظرية وأهمها :-
1- درجة التغير تتفاوت من طرف إلى آخر فهي ليست مطلقة ومقيدة بشخصية بقدر ما ترتبط بظروف الجماعة .
2- لا تكون هذه النظرية صحيحة الا إذا كانت الجماعة مستعدة لتقبل التغير واستيعابه.
3- قدرة القائد على التغير مرتبطة بالزمن الذي يظهر فيه ، ولهذا فإن التغير قد يحدث نتيجة للتغير في ظروف الجماعة أكثر مما يكون بسبب شخصية القائد نفسه .
4- تجاهل النظرية العوامل البيئية، فلا يتوقف وجود القيادة على ظهور شخص تتوافر فيه سمات قيادية موروثة فحسب، فهذه السمات على فرض وجودها ، فإنها لا تكفي، فهناك عوامل أخرى تتعلق بظروف المجتمع، وبطبيعة التنظيم ، ففي بعض الحالات نجد أن بعض الرجال العظماء نجحوا في دفع جماعاتهم إلى الأمام في ظرف زمني معين، في حين فشلوا في ظروف أخرى في تحقيق أي تقدم ، كذلك منهم من نجح في قيادة جماعة من الناس لكنه فشل في قيادة جماعة أخرى .
5- تؤمن هذه النظرية بعدم جدوى تنمية المهارة القيادية، لأن القائد يولد ولا يصنع، ولكن نتائج الدراسات دلت على أنه بالإمكان اكتساب الأفراد العاديين بعض العادات والتقاليد والقيم بحيث يمكنهم فيما بعد بفضل هذه الرعاية المستمرة أن يصبحوا قادة ناجحين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق