الاثنين، 19 نوفمبر 2012

طريقة تنمية الشخصية القيادية

إن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو إذا لم تكن هناك شخصية واحدة بحد ذاتها تسمى بالشخصية القيادية فما الذي يجعل الشخص قائداً فذاً؟ وكيف يصل المرء إلى ذلك المستوى؟ رداً على هذا السؤال كتب (وارن بينس وبيرت نانس)، وهما من الباحثين في علم الإدارة، بعد أن أجروا دراسة لمئات المؤسسات الكبيرة والصغيرة بغرض التعرف على أسلوب القيادة في تلك المؤسسات: "لا بد للقائد الجيد أن يبدأ أولاً بتكوين صورة مثالية لمستقبل المنظمة أفضل مما هي عليه الآن.
فالقائد يسأل نفسه وموظفيه دائماً: ما هو هدفنا؟ وما هي مبادئنا؟ وكيف نحسن من عملنا؟ إن المهم هو أن تطرح الأسئلة. أما الإجابات فهي مختلفة باختلاف طبيعة وشخصية القادة والموظفين". ويؤيد ذلك (ستيوارت ليفين) مدير عام مؤسسة كارنيجي الشهيرة ومساعده مايكل كروم في كتابهما "شخصية القائد في داخلك"، فيقولان "أساليب القيادة الأفضل هي التي تنميها داخلك. فمهما كانت الصفات التي تميزك من إصرار أو قوة ذاكرة أو خيال واسع أو نظرة إيجابية أو قوة المبادئ فإنك إن طورت هذه الميزات فسوف تتحول إلى مبدع في القيادة".
إن في داخل كل منا قائداً متميزاً، ولكن علينا أولاً أن نكون ونشكل أسلوبنا الخاص في القيادة، وذلك بالتعرف على هذه الصفات التي تميزنا. وعندها نستطيع أن نبحث في الاستراتيجيات المتعددة والمتنوعة في علم الإدارة، ونأخذ منها ما يلائم طبيعتنا، ولا نحاول تقمص شخصية لا تتلائم مع مميزاتنا الشخصية.
سمات القيادة (كأشخاص أو إطار قيادي)
رغم أن للقيادة صوراً وأنماطاً أو أساليبا عديدة إلا أن هناك مقياس واحد لكفاءة القيادة ألا وهو النجاح . فالقادة كأشخاص أو اطر(قيادة جماعية) إما أن ينجزوا أو لا يكونوا قادة . ومع أنه قد لا يوجد أسلوب واحد أفضل للقيادة ، إلا أنه يبدو أن للقادة الناجحين عدة خصائص مشتركة . إن أفضل القادة نجاحاً هو الذي يبقى بدون شك في الطليعة ، إن لم يكن ذلك حرفياً فعلى سبيل المجاز ، من حيث تحديد اتجاه الشركة أو المنظمة أو الفريق، وتمهيد الدرب وتبيان المسار . يتميز هؤلاء القادة بما يلي :
1- يشكلون مركز جذب :
فهم نواة تتحول إلى أساس وقوة ربط وهم يحددون الهوية ( من نحن؟) ، والاتجاه ( إلى أين نحن ذاهبون ؟ ) ويوفرون الثبات في وجه تخلخل الجو و الطاقة لإطلاق المبادرات . إن هذه النواة تساعد على تركيز كافة الجهود المطلوبة والتقليل من النشاطات غير البناءة والمضادة .
2- يوحدون الجهود :
سواء كانت وحدة مجموعة كبيرة أو صغيرة أو المؤسسة ككل فإنه “ يجب أن يخرج من الكل واحد “ فالفريق يجب أن تكون له شخصية واحدة . فالشخصيات المجزأة أو المتعددة مدمرة للمجموعات التنظيمية بقدر ما هي مدمرة للناس . وعندما يكون كل واحد مكرساً نفسه بنفس القدر من أجل الوصول إلى هدف مشترك ، فإنه يتم تحقيق التنسيق بشكل أسهل ويجعل هذا الشعور المشترك بالهدف كل شخص يحمل عبئا أخف .
3- قيادة الأخذ والعطاء :
فالقادة لا يحصلون ( أو لن يحصلوا ) على ما لا يستطيع الأنصار أو الاتباع إنجازه . فالعلاقة بين القائد والأنصار ليست مجرد علاقة معتمدة بل هي تكافلية و القادة الفعالون يدركون أن عليهم أن يعطوا قبل أن يأخذوا . فهؤلاء القادة لا يأخذون أغناماً إلى عرين الأسد . فالقادة ينطلقون فقط حين يكون الأنصار مؤهلين للمسير . و القدرات الكلية للمجموعة تضع حداً أعلى لما يمكن محاولة القيام به . ولهذا السبب فإن أفضل القادة في حالة دائمة من الإعداد والمحافظة على الانضباط والاستثمار .
4- يبنون الثقة :
على القادة أن يثقوا بالناس ومن ثم يجعلونهم يثقون بأنفسهم . وهم يقومون بذلك من خلال الإصرار على الالتزام بالنجاح لا طلب الانضباط الذاتي وفرض حسن المسؤولية . ومن ثم يتم تشجيع (الأتباع) على التصرف ارتجالياً .
5- يشركون الناس :
إن أفضل القادة يبقون أنصارهم مرتبطين بشكل دائم - ومع أن الرغبة في المشاركة قد لا تكون عند الجميع - إلا أن القرارات ذات النوعية العالية و الإجماع لا يمكن تحقيقها إلا من خلال اتفاقية جماعية نشطة . ويتم دعوة الكوادر ( الأنصار) للمساعدة في وضع القواعد وفي الظروف الصعبة يسألون عما يعتقدون أنه يجب القيام به . إن إبقاء الأفراد مندمجين في أعمال الفريق يجعلهم يشعرون أنهم جزء من هذا الفريق .
6- ينفذون التزاماتهم أولاً :
فالقادة يظهرون التزامهم من خلال بقائهم مرابطين في مهمتهم وغير متهاونين في دعمهم لأنصارهم بغض النظر عن الظروف .وكل مايتم عمله هو لمصلحة المجموعة .وعندما يشعر الأنصار أو الأتباع بهذا الغرض ، فإنهم يستجيبون بالمقابل.
7- يحترمون ليظفروا بالاحترام :
فأضل القادة فعالية يخلصون للآخرين وهم يعاملون الجميع بكرامة ، وهم يتميزون بالنزاهة في جميع تعاملاتهم . يدركون أنه لا يوجد شئ يلتقطه الأنصار أسرع من الأفعال المتناقضة أو المخادعة أو المدبرة سلفاً أو الملتوية أو الماكرة . إن بلوغ هذا المستوى من الأفراد يسمح للقائد أني يقوم بتغييرات أو أعمال قد لا تكون ممكنة في غياب ذلك . فحتى عندما يقوم القائد بعمل قد لا يرضى عنه الأفراد بالضرورة ، إلا أنهم يدركون في قلوبهم أنه تصرف من أجل الأفضل . ولا توجد ميكانيكية تنظيمية ذات اتجاهين كعلاقة القائد والمرؤوسين أو الأنصار . إن أعماق هذه العلاقة المتبادلة هي التي تنبع منها العديد من تناقضات القادة وبالتالي فإن أثر القادة أكثر فعالية .
8- صلبون ولينون :
فهم أقوياء يفرضون أنفسهم والهدف المشترك ، ويدفعون الآخرين للأداء إلا أنهم في نفس الوقت قادرين ويستخلصون منهم أفضل القدرات .
شذرة: الفرق بين القادة والمدراء
القادة المدراء
• لديهم مستوى عالٍ من المواصفات الجيدة.
• يركزون على الصورة الأكبر.
• لا يرتاحون إلى التفاصيل الدقيقة.
• يجعلونني أشعر أنني جزء من رؤيتهم.
• لا يعاقبون على الأخطاء، بل يرون الأخطاء كفرص للتعلم.
• يتحدون الوضع الحالي.
• لا يخافون من كونهم مغمورين. * يدفعهم التقدم.
• يرتاحون إلى التفاصيل الدقيقة.
• يهتمون بالأساسيات أكثر من اهتمامهم بالرؤيا الواسعة.
• يريدون أن يقيسوا كل شيء.
• لا يرتاحون إلى تحدي المنظور المشترك.

ربنا يوفق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق