السبت، 23 نوفمبر 2013

المقابلة الشخصية للتعيين

تعبر المقابلة الشخصية أحد أهم ادوات التعيين بل لا أكون مبالغا إن قلت ان المقابلة الشخصية هي الوسيلة والاداة الوحيدة التي لا يتم التعين ولا يكتمل إلا بها.
فهل تعبر المقابلة الشخصية وسيلة أو اداة فعالة ؟
وللإجابة على هذا السؤال يجب ان نجيب على سؤالين في البداية.

اولا : ما مفهوم المقابلة الشخصية؟
المقابلة الشخصية ببساطة هي محاولة من يجري المقابلة الحصول على معلومات ، هذه المعلومات تساعده على التنبؤ بأداء المترشح في المؤسسة مستقبلا
وبناء على تلك المعلومات اقبل هذا المترشح لتوافق اداؤه المتوقع مستقبلا أو ارفضه لعدم توقع الاداء المطلوب مستقبلا أي ان من يجري المقابلة يوجه اسئلة و يتحاور مع المترشح بغرض الحصول على معلومات تلك المعلومات يبني عليها وجهه نظره في تقييم اداء المترشح مستقبلا.
ولذلك يحتاج من يجري المقابلة أن يتمتع ببعض المواهب من حسن الاستماع للكلام بمعنى "يقرأ ما بين السطور" ويستطيع تحليله ويستنتج كيف يكون اداء المترشح في المستقبل بمؤسسته.

ثانيا : ماهي التحديات التي تواجه من يجري المقابلة اثناء المقابلة؟
يحكم المقابلة معياران الاول خاص بالمترشح والثاني خاص بمن يجري المقابلة.
فالمترشح يحاول ان يظهر افضل ما عنده اثناء المقابلة وان يخفي عيوبه ونقاط ضعفه حتى لا يعلمها من يجري المقابلة وتكون حائلا يمنع اختياره ومن ثم تعيينه
اضف إلى ذلك ان الغالبية العظمى من المترشحين قد اطلع على الوظيفة الشاغرة ومواصفاتها و المهارات المطلوبة لمن يشغلها فتجهز قبل اللقاء وبذلك يظهر في احسن صورة لديه مما يحتاج إلى خبرة ومهارة ممن يجري المقابلة حتى يرى الامر على حقيقته.

من يجري المقابلة فيعتبر وقت اجراء المقابلة محدودا دائما ، وانت كمقابل مطالب بإصدار حكم على المترشح ، ولا يخفى ان الخبير في منتح معين يستطيع ان يصدر حكما بسهولة من خلال مواصفاته والمعايير المادية الملموسة ، على عكس الحكم على اداء البشر من خلال مقابلة شخصية.
لاسيما وان هناك تأثيرات ـ يعلمها الخبراء بالمجال ـ يقع تحتها من يجري المقابلة كالتأثر بلغة الجسد أو الانطباع الاول أو القولبة أو غيرها من التأثيرات العديدة والتي تجعله يحكم في غير المحل
وعلى الرغم من ضيق الوقت هناك بعض المقابلين الذين يضيعونه بأسئلة لا تسمن ولا تغني من جوع مثل:
كلمني عن مهاراتك؟
بيع لي نفسك؟
احكي لي موقف صعب وكيف تعاملت معه؟

المقابلة الشخصية في الميزان
والمشاهد في معظم مؤسسات الدول العربية التي تتبع نظام المقابلة الشخصية كنظام لا غنى عنه في التعيين انها لم تحقق الغرض المطلوب في احيان كثيرة وغالبا بالمؤسسة معدل دوران العمالة مرتفع.

بناء على ماتقدم يظهر ان المقابلة الشخصية لم تعد الوسيلة الوحيدة الفعالة كما كانت من قبل ، فالزمن تغير واصبح اليوم المؤسسات تواجهه تحيدات متنوعة كالتطور السريع للتكنولوجيا والعمالة التي تحمل قدرا كبيرا من المعرفة المتخصصة واحتدام المنافسة وغيرها مما جعل المؤسسة تعوذ بشدة إلى تعيين المهرة الذين يساعدونها على تحقيق اهدافها الاستراتيجية.

وبناءا عليه يجب ان يعيد مسئولو الموارد البشرية والقادة بالشركات العربية إعادة النظر في تلك الاداة .
فإن كان ولابد فليستخدموا المقابلة الموقفية و الموجهه ـ خاصة وان هناك العديد من الابحاث تشير إلى فعالية تلك المقابلات في عملية الاختيار
أو استخدام الوسائل الحديثة كالالعاب الادارية أو دراسة الحالات والتي تجعل المترشح في موقف شبيه جدا بما سيواجهه في المستقبل وتظهر قدراته ومهاراته ومعارفه على الحقيقة ودون تجمل.

ربنا يوفق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق