الثلاثاء، 17 أكتوبر 2017

التفكير الاستراتيجي والتخطيط الاستراتيجي

يعد التفكير الاستراتيجي المستمر في عالمنا المتغير أمرا على قدر كبير من الأهمية إذا ما أردنا لأعمالنا التميز ، وتعد القدرة على التمييز بين التفكير على المدى القصير والتفكير على المدى الطويل ، والتوازن بينهما مكونا أساسيا من مكونات الاستراتيجية ، ومن ثم ينبغي إدراك أهمية كل منهما في التخطيط الاستراتيجي.
فالتفكير الاستراتيجي هو العملية التي تمكن المسؤولين عن توجيه المنظمة من الارتقاء عن مستوى العمليات الإدارية والهموم اليومية ليتمكنوا من رؤية الأمور من زوايا مختلفة ، وينبغي أن تكون هذه الزوايا ذات منظور مستقبلي ، وفي الوقت ذاته مفهومة من حيث سياقها التاريخي ، فعلى المفكرين الاستراتيجيين امتلاك مهارات التطلع إلى الأمام مع معرفة الوضع الحالي لمنظمتهم ليتمكنوا من اتخاذ قرارات تنطوي على مجازفة محسوبة مع تجنب تكرار أخطاء الماضي.
أن التفكير سلسلة من العمليات المعقدة التي تجري في الدماغ البشري بسرعة مذهلة ، مهمتها تبسيط الأمور التي تشغل الذهن ، وتحليلها إلى عناصر أولية قابلة للربط والمقارنة والعرض والتمثيل والتصوير ، ومن ثم الخروج بتصور أو نظرية تشكل قاعدة ثابتة للتطبيق العملي ، والتفكير الحر يشكل عائقا في وجه التخطيط لأنه يرهق الذهن بكثرة المعلومات التي لا لزوم لها في موضوع يجري التخطيط له بشكل محدد.
ومن هنا نشأ ما يسمى التفكير الاستراتيجي ، والذي هو مسار فكري محدد له خط سير واضحة خاص به وله أهداف محددة ، وهو قناة فكرية تبث وتستقبل صورا بين التخطيط والتفكير الاستراتيجي نستطيع من خلالها الحصول منها على نتائج مجزية من عمليات التخطيط التي نقوم بها سواء في عالم المال أو الأعمال.
إن من يخطط لبناء مسجد مثلا يأخذ بعين الاعتبار موقعه وقربه أو بعده من التجمعات السكنية والتجارية ، واتجاه القبلة فيه ، ومدى استيعابه وإمكانية توسعته ، وهذا أحد أشكال التخطيط الاستراتيجي حيث يسير التخطيط جنبا إلى جنب مع استراتيجية معينة تجعل القائمين يلتزمون بالعمل في مسار فكري محدد.
والتخطيط الاستراتيجي يختلف عن التفكير الاستراتيجي ، فالأول عملية تحليلية ، بينما الثاني معالجة للبصيرة.
يستطيع الجميع رؤية التكتيكات التي أنتصر من خلالها ، لكن ما لا يستطيع أن يراه أحد هو الاستراتيجية التي يتأتى النصر من خلالها.
فالتفكير الاستراتيجي هو التفكير على المدى البعيد ، في الغايات الأكثر أهمية في موقف ما ، والسبل التي يمكن أو لا يمكن أن تؤدي إليها.
فالتخطيط الاستراتيجية هو عملية تفكير ديناميكية عن طريق القيادة الجماعية للفريق أو المنظمة ، تقوم على وضع الهدف المرجو من خطة العمل في الاعتبار.
أما التفكير الاستراتيجي هو ذلك الأسلوب الذي يمكن من خلاله المسئولين من توجيه المنظمة بداية من الانتقال من العمليات الإدارية والأنشطة الإجرائية ومواجهة الطوارئ والأزمات حتى تكوين رؤية مختلفة للعوامل الداخلية المتغيرة والعوامل الخارجية القادرة على خدمة التغيير المطلوب في البيئة المحيطة ، بما يضمن أفضل استخدام ممكن لإمكانيات التنظيم انطلاقا من منظور جديد مركز بصورة أساسية على المستقبل مع عدم إهمال الماضي.
ويلاحظ أن التفكير الاستراتيجي خطوة سابقة من الخطوات التي تخدم التخطيط الاستراتيجي.
فالتخطيط الاستراتيجي هو دراسة الواقع بكل أبعاده ومظاهره ، من قوة وضعف ، وتحديات وفرص ، ورسم رؤى وأهداف مستقبلية بناء على ذلك ، ثم وضع برامج عملية تساعد على الانتقال إلى المستقبل المنشود أما التفكير الاستراتيجي فهو ينطلق من التأمل العميق لاستشراف المستقبل وتحديد الاتجاه الذي يقود المنظمة للاستفادة من الفرص ومواجهة التحديات والمتغيرات المستقبلية ، ويقود التفكير الاستراتيجي المنظمة لاستنباط الاستراتيجية ورسم الخطوات المناسبة التي تحول رؤيتها إلى واقع ، محققا وضعا أفضل يؤدي إلى رفع كفاءتها الداخلية والخارجية.

مقتطفات من كتاب التخطيط الاستراتيجي لحياتك وعملك في الشركات
https://hrandtraining.blogspot.com.eg/2015/03/blog-post.html
فيديو الموسوعة
https://www.youtube.com/watch?v=zjTGcLmHKjg
لينك شراء الكتاب
https://hrandtraining.blogspot.com.eg/p/blog-page_26.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق