قال والت ديزني ذات مرة: "يمكنك ان تحلم، وان تخلق، وان تبني المكان الأكثر روعة في العالم، ولكنك بحاجة الى ناس ليصبح الحلم حقيقة". ومن المتعارف عليه ان ولاء الموظف بات يلعب دورا اساسيا ومحوريا في استراتيجية نجاح أي شركة تهدف إلى التواجد لمدة طويلة في السوق، بغض النظر عن حجم ونشاط القطاع. ولكن ما هو الذي يجعل من الولاء الوظيفي مسألة بهذه الأهمية والدقة في بيئة عملنا اليوم المتغيرة باستمرار؟
يشير الولاء الوظيفي الى العلاقة ما بين صاحب العمل والموظف، أي تحديدا "عقد مجرد وفي معظم الأحيان غير مكتوب، يوافق من خلاله صاحب العمل على توفير المواد والموارد التي يحتاج اليها الموظف لانجاز عمله وتقابله موافقة الموظف على العمل على المستوى الأمثل لتحقيق أهداف الشركة" ، بحسب الدكتور David G. Javitch وهو كاتب معروف عالميا يعالج القضايا الادارية الرئيسية ورئيس شركة الاستشارات Javitch Associates Management، في نيوتن، ماساشوستس.
لم تكن مسألة الولاء موضوع نقاش منذ نحو 20 أو 30 سنة. وكان لا يزال مفهوم "العمل لمدى الحياة" سائدا وكان يتم توظيف موظف ما ويبقى هذا الأخير في الشركة عينها حتى سن التقاعد. ولكن تغيرت الأمور الآن. وحتى في ظل الانكماش الاقتصادي الأخير الذي طال سوق العمل في جميع أنحاء العالم، أظهر مقال نشر مؤخرا من قبل رويترز تحت عنوان "الاقتصاد يجبر بعض العاملين على تحمل وظائف سيئة" أن العديد من العاملين في الولايات المتحدة يخططون للانتقال الوظيفي عندما يتحسن الوضع الاقتصادي. وأظهر المقال ان 18 في المئة يخططون لتغيير الشركة التي يعملون لديها، وان 14 في المئة يخططون لتغيير وظائفهم، و13 في المئة ينوون تغيير مجال العمل و18 في المئة يخططون للعمل ساعات أقل. وعلاوة على ذلك، أظهر استبيان حديث بعنوان "تغيير المهنة في الشرق الأوسط" ان 20 ٪ من العاملين في الشرق الأوسط ينوون تغيير مهنهم في الوقت الحالي فقط لان فرص النمو المهني والتقدم في وظائفهم الحالية مع الشركات الحالية شحيحة. فنادرا ما يكون الموظف الذي ينقصه التحفيز وفي.
وفي ظل ارتفاع المنافسة المحلية والعالمية، وزيادة المعلومات وتوسع نطاقها عبر الانترنت، وزيادة تنقل اليد العاملة وإعادة الهيكلة المتفشية على الصعيد الاقتصادي والشركات، باتت تعمل أسواق العمل بشكل مختلف للغاية عما كان سائدا في زمان العمل لمدى الحياة. أصبح ولاء الموظف نادرا وأمر ثمين للغاية يتم تعزيزه وتنميته وادارته بشكل استباقي.
ما هي فوائد ولاء الموظفين للشركات بشكل عام، وكيف يساهم ذلك في نجاح أو فشل الشركات اليوم؟
يشير الولاء الوظيفي الى العلاقة ما بين صاحب العمل والموظف، أي تحديدا "عقد مجرد وفي معظم الأحيان غير مكتوب، يوافق من خلاله صاحب العمل على توفير المواد والموارد التي يحتاج اليها الموظف لانجاز عمله وتقابله موافقة الموظف على العمل على المستوى الأمثل لتحقيق أهداف الشركة" ، بحسب الدكتور David G. Javitch وهو كاتب معروف عالميا يعالج القضايا الادارية الرئيسية ورئيس شركة الاستشارات Javitch Associates Management، في نيوتن، ماساشوستس.
لم تكن مسألة الولاء موضوع نقاش منذ نحو 20 أو 30 سنة. وكان لا يزال مفهوم "العمل لمدى الحياة" سائدا وكان يتم توظيف موظف ما ويبقى هذا الأخير في الشركة عينها حتى سن التقاعد. ولكن تغيرت الأمور الآن. وحتى في ظل الانكماش الاقتصادي الأخير الذي طال سوق العمل في جميع أنحاء العالم، أظهر مقال نشر مؤخرا من قبل رويترز تحت عنوان "الاقتصاد يجبر بعض العاملين على تحمل وظائف سيئة" أن العديد من العاملين في الولايات المتحدة يخططون للانتقال الوظيفي عندما يتحسن الوضع الاقتصادي. وأظهر المقال ان 18 في المئة يخططون لتغيير الشركة التي يعملون لديها، وان 14 في المئة يخططون لتغيير وظائفهم، و13 في المئة ينوون تغيير مجال العمل و18 في المئة يخططون للعمل ساعات أقل. وعلاوة على ذلك، أظهر استبيان حديث بعنوان "تغيير المهنة في الشرق الأوسط" ان 20 ٪ من العاملين في الشرق الأوسط ينوون تغيير مهنهم في الوقت الحالي فقط لان فرص النمو المهني والتقدم في وظائفهم الحالية مع الشركات الحالية شحيحة. فنادرا ما يكون الموظف الذي ينقصه التحفيز وفي.
وفي ظل ارتفاع المنافسة المحلية والعالمية، وزيادة المعلومات وتوسع نطاقها عبر الانترنت، وزيادة تنقل اليد العاملة وإعادة الهيكلة المتفشية على الصعيد الاقتصادي والشركات، باتت تعمل أسواق العمل بشكل مختلف للغاية عما كان سائدا في زمان العمل لمدى الحياة. أصبح ولاء الموظف نادرا وأمر ثمين للغاية يتم تعزيزه وتنميته وادارته بشكل استباقي.
ما هي فوائد ولاء الموظفين للشركات بشكل عام، وكيف يساهم ذلك في نجاح أو فشل الشركات اليوم؟
تمثل قوة العمل لديك على أبسط المستويات مؤسستك بصورة يومية عندما تتفاعل مع الزبائن، سواء كان ذلك عبر لقاءات وجها لوجه، أو المكالمات الهاتفية أو المراسلات عبر البريد الإلكتروني. وغالبا ما تتجسد الطريقة التي تعامل فيها موظفيك في الطريقة التي يتعاملون بدورهم فيها مع الزبائن. وإذا كان يحمل الموظف مشاعر سلبية تجاه الشركة، سيتمكن الزبائن من معرفة ذلك ويفكرون عندها ماليا بعملية شراء محتّمة أو محتملة. اما اذا كان الموظف ملتزم تجاه شركته، فسوف يتعامل مع زبائنه بكرامة واحترام، ويظهر حماس وشغف حقيقيين تجاه الشركة مما يشجع مباشرة مشاعر مماثلة من الزبائن تجاه الشركة.
وعلاوة على ذلك، فان الموظفين المخلصين في ظل التزام طويل الأمد مع شركاتهم يدركون ان المبيعات مرة واحدة لا تكفي لتوليد الإيرادات المستمرة لشركة ما. وهم يدركون ان سر النجاح المستدام يكمن في تأسيس علاقات قيّمة وطويلة الأمد مع الزبائن من خلال تلبية احتياجاتهم كافة وتجاوز توقعاتهم، الذي يُترجم بدوره إلى زيادة في المبيعات، والمزيد من الأمن الوظيفي والمزيد من ولاء الموظف.
ما هي التأثيرات الأخرى على الشركة الى جانب التأثيرات المباشرة على الربحية؟
يكون لانخفاض معدلات تغيير الموظفين تأثير كبير على ثقافة الشركة والمعنويات السائدة فيها. ففيما تقوم بالتخلص من تكاليف ومتاعب الإعلانات عن الوظائف الجديدة، وشركات البحث التنفيذية وفترة اجراء المقابلات الطويلة والمكلفة، والتوجيه وعمليات التدريب للموظفين الجدد، تصبح ثقافة الشركة أكثر استقرارا وتجني أنت ثمار امتلاكك قوة عاملة متمرسة. عندما يعلم الموظفون قواعد وأعراف وقيم الشركة، وعلاقتها بأدوارهم الوظيفية، يمكن تجنب الآثار المقلقة لتغيير الموظفين واختلال التوازن في الشركة. ففي ظل وجود قوة عمل وفية يمكنك التأكد انك بلغت مرحلة ترغب الشركات الأخرى ان تبلغها في كل دقيقة.
واظهرت دراسة حديثة في مجال الموارد البشرية بعنوان "تحفيز الموظفين في مكان العمل في الشرق الأوسط" ان 58 ٪ من المهنيين العاملين في منطقة الشرق الأوسط يشعرون بالولاء تجاه شركاتهم. فما هو الأمر الذي يحفز ولاء الموظف؟ ما الذي يدفع بالموظفين الى المشاركة والالتزام بشركاتهم واحترامها على المدى البعيد؟ في ما يلي بعض الحوافز الأساسية التي تعزز ولاء الموظف لشركة ما
وعلاوة على ذلك، فان الموظفين المخلصين في ظل التزام طويل الأمد مع شركاتهم يدركون ان المبيعات مرة واحدة لا تكفي لتوليد الإيرادات المستمرة لشركة ما. وهم يدركون ان سر النجاح المستدام يكمن في تأسيس علاقات قيّمة وطويلة الأمد مع الزبائن من خلال تلبية احتياجاتهم كافة وتجاوز توقعاتهم، الذي يُترجم بدوره إلى زيادة في المبيعات، والمزيد من الأمن الوظيفي والمزيد من ولاء الموظف.
ما هي التأثيرات الأخرى على الشركة الى جانب التأثيرات المباشرة على الربحية؟
يكون لانخفاض معدلات تغيير الموظفين تأثير كبير على ثقافة الشركة والمعنويات السائدة فيها. ففيما تقوم بالتخلص من تكاليف ومتاعب الإعلانات عن الوظائف الجديدة، وشركات البحث التنفيذية وفترة اجراء المقابلات الطويلة والمكلفة، والتوجيه وعمليات التدريب للموظفين الجدد، تصبح ثقافة الشركة أكثر استقرارا وتجني أنت ثمار امتلاكك قوة عاملة متمرسة. عندما يعلم الموظفون قواعد وأعراف وقيم الشركة، وعلاقتها بأدوارهم الوظيفية، يمكن تجنب الآثار المقلقة لتغيير الموظفين واختلال التوازن في الشركة. ففي ظل وجود قوة عمل وفية يمكنك التأكد انك بلغت مرحلة ترغب الشركات الأخرى ان تبلغها في كل دقيقة.
واظهرت دراسة حديثة في مجال الموارد البشرية بعنوان "تحفيز الموظفين في مكان العمل في الشرق الأوسط" ان 58 ٪ من المهنيين العاملين في منطقة الشرق الأوسط يشعرون بالولاء تجاه شركاتهم. فما هو الأمر الذي يحفز ولاء الموظف؟ ما الذي يدفع بالموظفين الى المشاركة والالتزام بشركاتهم واحترامها على المدى البعيد؟ في ما يلي بعض الحوافز الأساسية التي تعزز ولاء الموظف لشركة ما
معرفة ما هي رؤية الشركة:
يشعر الموظف بالمشاركة والالتزام وبانه جدير بالثقة عندما تشاركه الإدارة العليا بانتظام رؤية الشركة ومهمتها والتوجيه والقرارات الهامة.
امتلاك مهنة وليس مجرد وظيفة:
يكون الموظف الذي يشعر بان وظيفته حجر أساس في الشركة تؤسس لطريق مهنية مربحة أكثر تحفيزا ليقوم باداء ممتاز وللإلتزام بعمله والاستثمار في تقدم الشركة.
الشعور بالانتماء الى مهمة أكبر:
شدد مقال حديث صدر في Businessweek تحت عنوان "المسؤولية الاجتماعية للشركة: اسأل ولا تقول" على ان المسؤولية الاجتماعية للشركة اداة ممتازة في حزمة توظيف أي شركة اذ انها تساعد على تحفيز الموظفين وعلى المحافظة عليهم. ان الانتماء الى شركة تلتزم علنا براحة المجتمع ومعرفة انهم ينتمون الى عمل يندرج ضمن اطار حسن النية، يعزز من التزامهم تجاه عملهم والمؤسسة على حد سواء.
الحصول على حزم أجور عادلة في ضوء واجبات وظيفتهم :
قد يكون صحيحا أن المال لا يشتري الولاء ولكن عدم دفع للموظف ما يستحقه قد يحثه على الهرب دون أي شك.
الشعور بالسلطة :
ان الحصول على فرصة لتبادل الأفكار والآراء والتحلي بالسلطة لاتخاذ القرارات التي تتصل مباشرة بدور الموظف الوظيفي تعزز بشكل كبير احترام الذات والولاء الوظيفي لدى الموظف.
الشعور بالتحدي يوميا: ان وضع ثقتك بمهارات الموظف ووضع معايير عالية له هو المفتاح لتحفيزه وليمتلك مشاعر إيجابية تجاه وظيفته.
تلقي التدريب المناسب وفرص للتنمية:
يميل الموظف الى بذل المزيد من الجهد في وظيفته عندما يشعر بانه يقوم بدور قيّم للشركة. اذا استثمرت في موظفيك (دورات تدريبية وندوات وتنمية المهارات...) ولتلبية احتياجاتهم المهنية، من المرجح ان يقوموا بدورهم بالاستثمار في وظائفهم، منتجين بذلك المزيد من العائدات وملتزمين بشكل أكبر في وظائفهم.
الحصول على التقدير والمكافأة عندما يصح ذلك:
ان كلمة تقدير واحدة لعمل أُنجز بشكل جيد تكفي لتعزيز معنويات الموظف. ان الشركات التي تكرم وتكافئ مساهمات موظفيها بشكل روتيني ومنهجي قلصت بالفعل أحد الأسباب الرئيسية لتغيير الموظفين.
الحفاظ على علاقات متينة مع الإدارة:
وهذا لا يعني فقط الرئيس المباشر بل يشمل الهرمية العليا أيضا. يشعر الموظف بأمان أكبر عند معرفة انه يتم تقدير عمله والمساهمات التي يقوم بها على صعيد الشركة برمتها وبأن جميع العلاقات في العمل متينة وسليمة.
الحفاظ على توازن بين الحياة الشخصية والعملية:
لقد أصبح هذا الأمر ذات أهمية كبيرة في مكان العمل اليوم. فبامكان الشركات التي تشجع اتباع أسلوب حياة صحي واستيعاب لأولويات مختلفة أن تتوقع تحفيز كبير ومستويات إنتاجية عالية في صفوف موظفيها.
في الختام، وبعيدا عن كونها ترفا، ان ولاء الموظف أمر أساسي في المؤسسة اليوم ومعيار لقياس مدى الرعاية الاجتماعية لدى الشركة التي لا يمكن تجاهلها. والخبر السار هو أن الشركات التي تعي أهمية الوضع الايجابي للشركة وتعمل على قياس ورصد مستويات الولاء الداخلي لديها بشكل دوري، وتضع برامج مدروسة وسباقة لدعم وتشجيع ولاء الموظفين، تكون قادرة على الاستفادة من ربحية زائدة، ومن انخفاض في معدل تغيير الموظفين وتحقق التزام أكبر على صعيد الموظفين وتعزز إنتاجيتهم وترفع من معنوياتهم.
ربنا يوفق
في الختام، وبعيدا عن كونها ترفا، ان ولاء الموظف أمر أساسي في المؤسسة اليوم ومعيار لقياس مدى الرعاية الاجتماعية لدى الشركة التي لا يمكن تجاهلها. والخبر السار هو أن الشركات التي تعي أهمية الوضع الايجابي للشركة وتعمل على قياس ورصد مستويات الولاء الداخلي لديها بشكل دوري، وتضع برامج مدروسة وسباقة لدعم وتشجيع ولاء الموظفين، تكون قادرة على الاستفادة من ربحية زائدة، ومن انخفاض في معدل تغيير الموظفين وتحقق التزام أكبر على صعيد الموظفين وتعزز إنتاجيتهم وترفع من معنوياتهم.
ربنا يوفق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق