الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012

ادارة الموارد البشرية والابداع الادارى

 لاشك في أن الاستثمار في الموارد البشرية هو أساس التنمية الاقتصادية ومن الدعائم الرئيسية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية لأي خطة تنموية على مستوى الدولة أو المؤسسة.

فاذا انطلقنا من هذه القاعدة الأساسية وتخلصنا من جميع العوائق والمحسوبيات الاجتماعية والسياسية المؤثرة في التنمية الشاملة، وقمنا باتخاذ قراراتنا على أسس صحيحة مبنية على المعلومات والمؤشرات والمعطيات العلمية والأفكار الجديدة الخارجة عن المألوف سنصل الى الابداع في ادارة مواردنا وبالأخص مواردنا البشرية.

فالابداع كما يعرفه المتخصصون بأنه تلك العملية التي يمكن من خلالها ايجاد علاقات بين أشياء لم يسبق أن ثبت أو اتضح وجود رابط فيما بينها.

فاذا ابتكرنا طريقة جديدة لتخفيض التكاليف أو لتعزيز الانتاج، فهذا نوع من الابداع الذي يجب أن نستثمر فيه ونرعاه ونبحث عنه في الموارد البشرية التابعة لمؤسساتنا وشركاتنا.

ولكن هناك قاعدة أساسية يجب أن ندركها وننطلق منها عند التمييز بين المبدع وغيره، وهذه القاعدة هي: «عليك أن تكون مبدعاً لتكتشف الابداع» أو «عليك أن تكون موهوباً لتكتشف الموهبة» لتكون قادراً على تقييمها وتسويقها وتنميتها، لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

ولكي يبدع الموظف في عمله، يجب أن نوفر له بيئة عمل تتقبل الابداعات بأنواعها.

اذ لا يمكن أن يبدع الموظف المثالي في بيئة عمل غير متجددة وغير منتجة.

فبيئة العمل الابداعية هي نتاج طبيعي لقناعة قيادة المؤسسة في قدرات الموظفين الذين تم اختيارهم للعمل في المؤسسة بناء على الكفاءة والخبرة والمؤهلات.

لذا على قياديي المؤسسة أن يبحثوا عن المبدعين في مختلف ادارات المؤسسة ممن يبتكرون حلولاً للمشاكل التي تواجهها المؤسسة أو الجهة، وذلك من خلال توثيق أفكارهم وابتكاراتهم لتصبح مصدراً من مصادر الخبرة والمعرفة المهنية للمؤسسة، لأن الابداع يدعم اقتصاد أي مؤسسة ويميزها عن المؤسسات الأخرى.

فالموظف في ميدان العمل يلمس متغيرات لا يراها المدير أو الادارة العليا وعادةً لا تنعكس في التقييم السنوي لأدائه، وقد لا يرغب في استخدام ابداعاته بالرغم من مؤهلاته العالية بسبب توظيفه وتسكينه في المكان غير المناسب، مما أدى الى شعوره بالصدمة والاحباط.

فعلى المؤسسة أن تقوم بتشجيع الابداع وتنميته في كل قطاعاتها وازالة العراقيل والمعوقات التي تحول بين ابداعات الموظفين وأفكارهم المفيدة ووصولها الى الادارة العليا.

فتحسين بيئة العمل، واعطاء صلاحيات أكبر للموظفين المبدعين، واعداد برامج للابداع وورش عمل تدريبية متخصصة، وانشاء فريق أو قسم للابداع يتبع الادارة العليا للمؤسسة يقوم باكتشاف المواهب والابداعات ويجمع أفكارهم المبتكرة لتوثيقها ودراسة جدواها وعرضها على الادارة العليا لدعمها وتطبيقها على أرض الواقع.

هذه الخطوات ستظهر جدية المؤسسة في الاستثمار في الموارد البشرية مما سيشجع الموظفين في اظهار ابداعاتهم وأفكارهم المبتكرة والتي تقود الى تحسين بيئة العمل باستمرار ورفع الانتاجية وتخفيض التكاليف وتنمية الايرادات وزيادة الحصة السوقية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة.

فاذا كانت لدينا رغبة حقيقية في الاصلاح والتنمية على مستوى الدولة، فيمكننا تطبيق هذه الخطوات بفعالية في مختلف القطاعات الحكومية للتعرف الى أبنائنا المبدعين والاستثمار في أفكارهم المبدعة والمبتكرة لتنمية مواردنا البشرية.

ربنا يوفق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق