السبت، 30 أغسطس 2014

تنفيذ خطط العمل التي وعدت بها عند مقابلة التوظيف



إن الأسبوع الأول لك فى العمل هو الذى يحدد شخصيتك ويدفعك الى المسار السليم. فليكن هدفك أن يلمع نجمك وتبدأ بداية جيدة

مبروك. لقد حصلت على وظيفة الاحلام. وسؤالك الآن هو كيف ستفي بكل الوعود التي قدمتها فى المقابلات الأولى وهذا بالضبط ما هو مطلوب منك. وقد حدد بيت عدة مؤشرات لكى تسهل عليك هذه المرحلة الانتقالية ولتبدأ بداية مشرفة.

إحدى الشعارات المفضلة لدينا فى قبل بدء العمل هي مراجعة كل ما قمت بدراسته عن الشركة قبل المقابلة الأولى بالإضافة الى أي قراءات أخرى تم اقتراحها اثناء المقابلة. يمكنك أن تتصل بالشركة مسبقاً وتسأل عن أي قراءات يمكنك أن تقوم بها لكى تساعدك فى المشاركة المبكرة. إذا كنت على اتصال بفريقك فسألهم عن آخر الصفقات والعمليات التي تمت لكى تسارع بالاشتراك فى العمل. وإذا كنت على دراية بواجباتك الوظيفية ومسئولياتك العاجلة، فابدأ بالتخطيط، وراجع أداءك فى الماضي وواجه نقاط ضعفك لكى تحدد إمكانية تحسين أداءك فى المستقبل وتجنب تكرار الأخطاء. ضع الأهداف أمامك لكى تصلح نقاط ضعفك وتحسن من قدراتك. وأخيراً تخيل نفسك ناجحاً فى عملك من خلال تحقيق الأهداف التي وضعتها لنفسك.

توقع ما تمليه وظيفتك
من أجل تحقيق النتائج يجب عليك التعرف على ما هو المتوقع منك بالضبط. فالعديد من الوظائف يكون لها مسمى غير واضح أو مهام وظيفية مبهمة، فأول شيء يجب أن تفعله هو أن تتأكد أن لديك قائمة مهام وظيفية واضحة إذا لم تكن قد منحت لك أثناء مرحلة المقابلات. حدد مسئولياتك الأساسية والمتطلبات اليومية ومواضع مسئولياتك المباشرة، أستوضح من هم مرؤوسيك بالضبط والمساندين والمعاونين لك وأخيراً أعرف فريقك. أعرف عدد الساعات المطلوبة من العمل ودورك فى المشاريع المختلفة وما يمكن أن تفعله لتخفف من وطأة العمل على مديرك، يمكنك التعلم الكثير عندما تسأل عما كان يفعله المدير السابق (إن كان هناك شخصاً فى الوظيفة قبلك) من أعمال جيدة أو أخطاء. استغل هذا الوقت فى تفهم نظام تقييم العمل والذى على أساسه سيتم تقييم عملك حتى تتمكن من التركيز على هذه المعايير بالذات. اسأل أسئلة كثيرة فى هذه المرحلة فظهورك كإنسان فضولي ومزعج فى هذا الوقت أفضل من أن تعطى انطباعاً بالتباطؤ وعدم الحماسة فيما بعد. أول أسبوع لك هو الوقت المناسب لكى تسأل كل سؤال يخطر ببالك بدون أي خوف، يمكنك دائماً أن تهدأ وتعود الى منطقتك الشخصية وقت شعرت بالراحة بأن كل أسئلتك مجابة.

خطط ثم خطط ثم خطط
من المهم جداً التخطيط للنجاح. أول أسابيع لك فى العمل هي أفضل وقت لوضع خريطة طريق للنجاح. هذه الخريطة يجب ان تحتوى على عدة أهداف محددة الوقت. يمكن لهذه الأهداف المحددة أن تكون مشروعات معينة أو قدرات خاصة أو دورات تدريبية أو سبل أخرى لتنمية المهارات الشخصية. ضع خطط لتكون قصيرة المدى أو بعيدة المدى. ضع قائمة بالأهداف الصغيرة التي تتحقق بشكل يومي وضع بجانبها علامات عند الانتهاء منها. واجعل قائمة بالأهداف طويلة المدى والتنمية الذاتية وتأكد من تقسيمها الى مهام صغيرة تنتهى منها فى الوقت المناسب.


إن التخطيط الدقيق يجعلك مرتبطاً بالعمل تجاه الخطوط العريضة بينما يظل تركيزك على تحقيق الأهداف العاجلة فى الأوقات المحددة. كما يجب على خططك أن تتضمن أولويات. فتضع الأولوية لكل مهمة طبقاً لأهميتها وميعاد انتهاءها ومسؤوليتك عنها. حدد الوقت المطلوب لكل مهمة. ولتشمل خطتك عدة مشروعات أو مهام لها تأثير على الشركة مهما ان كانت صغيرة.

احترم الثقافة العامة للمكان
اليوم يذخر مكان العمل بالتنوع، من أساليب العمل الى الأزياء والخلفية وطرق التعبير عن النفس. وليس مطلوب من أحد أن يلتزم بأسلوب معين، غير أنه يجب عليك الإطراء على من حولك وإظهار الاحترام والتفهم لثقافتهم. وهذا يعنى احترام طريقتهم فى الملبس وأسلوبهم فى التعامل وثقافتهم العامة. ينصح فى العادة بعدم ارتداء ملابس أغلى من التي يلبسها مديرك وأن تكون عدد ساعات عملك قدر عدد ساعات عمل مديرك إلا إذا كان الآخر يعمل عدد ساعات مضحك وأنه فى محاولتك فانك تضاهى نجوم السماء، وهي مجاملة لنجوم السماء فهي أفضل معلم.

استمع وراقب
أول عدة أسابيع تنحصر فى التعليم. وسيتحقق ذلك من خلال طرحك لأسئلة كثيرة ومن خلال استماعك ومراقبتك لمن حولك. تذكر أنك الوجه الجديد ولا داعى للغرور إن كنت مغروراً. الإشارة الدائمة لما كنت تفعله فى الماضي وفريقك ومديرك السابق سوف يبعدك عن زملائك الجدد ويضع التركيز على اختلافاتكم. فلتتجنب ذلك وحاول الاندماج وأن تكون متعاوناً بقدر المستطاع كي تيسر الأمور على الجميع بينما تتعلم أنت وتحتفظ ببعد النظر لكى يساعدك فى الأيام الأولى الصعبة. إن التواضع سمة ممتازة للموظفين القدامى والجدد على السواء، فلتكن متواضعاً وتجعل عملك يتحدث نيابة عنك.


قم بمشاركة فورية
حاول أن تنغمس فى العمل من اليوم الأول. اسأل عن إمكانية مشاركتك ومساعدتك فى المشروعات من البداية لكى تظهر لمديرك رغبتك وحماسك وإرادتك. لقد عينك مديرك كاستثمار طويل الأمد ولكنه سيسعده أن يراك تشارك بمثل هذه السرعة.

امنح وعود قليلة وقدم نتائج مبهره
لا يوجد أسوأ من منح وعود بلا حدود ثم التقاعس عن تنفيذها. فمن الأفضل أن تعد بأن تفعل ما فى مقدورك ثم تدع نجمك يتألق. إن التواضع (وليس التواضع المزيف المقزز) الذى ينتج عنه أداء مبهر هو السبيل الى بناء سمعة لنفسك. تذكر أنك تتعلم دائماً وهناك العديد من العواقب التي قد تقف أمام أي مشروع من مشروعاتك، فلا تبدأ بالتفاخر حتى تكون مستعداً لتسليم العمل. بمعنى آخر فلتأخذ فى حسبانك دوماً عنصر المكافأة فى العمل الذى تقوم به. وحاول أن تسلم نتيجة أكبر وأسرع وأفضل من المتوقع من أجل عنصر مما يرفع من قيمة العمل ويسعد رئيسك فى العمل والعميل.

لا تهمل أخلاقيات العمل
إن السلوك الجيد، والأدب العام والأخلاق الحميدة هي السمات العامة التي وضح الاختلاف بين الموظف المرغوب أو الموظف الذى يتجنبه الجميع. وبالطبع فهناك بعض الناس (من ضمنهم كاتب هذه الصفحة) لطفاء جداً مما يجعل الناس تستغلهم أسوأ استغلال. فإن كنت واحداً منهم فإنني أنصحك بشدة بأن تنضم الى دورة تدريبية فى القيادة والإصرار فيما بين الانتقال من المناصب لكى تتجنب الأخطاء الماضية.

معظم الشركات تتبع نظام الإدارة المستحقة عن جدارة وهى ترتكز فى المقام الأول على قدراتك العملية. غير أنه يمكنك أن تجد اثنان من الموظفين لهم قدرات مماثلة فإن الفرق بين النجوم ومن يتم تخطيهم فى الترقية هو فرق سياسي ويعكس قدراتهم الشخصية بقدر ما يعكس قدراتهم العملية. فالذكاء العاطفي والقدرة على دمج التعامل مع الزملاء والعملاء ورئيس العمل وحسن الخلق والتواضع سمات تلعب دور كلها فى التفريق بين الكادح والنجم. لا ننصح بان تحاول أن تلمع على حساب الآخرين تستعرض أعمالك ولا ننصح بأن تكون مختلفاً بأن تلتزم السرية التامة وتعمل فى الخفاء فالسياسة الأفضل هي أن تجعل نفسك مقبولاً من الفريق وأن تندمج معهم بأسلوب يجعلك عنصر لطيفاً يصعب الاستغناء عنك فى المعادلة العامة. فعملك يجب أن يتحدث عن نفسه.

والقواعد الأساسية الأخرى التي يجب أن تتبعها تتضمن تلافى النميمة عن زملائك أو رئيسك السابقين أو الحاليين، أن تكون صريحاً ومسئولاً عن العمل الذى يوكل إليك. إن تعلم الاعتراف بالخطأ والاعتذار إذا ما احتاج الأمر عنصرين هامين لنجاح علاقاتك الداخلية والخارجية مع عملائك. وعلى العكس مما يعتقده البعض، لا ينعكس الأمر بالسوء عليك بل بالعكس فإنه يعكس احترافك المهني ويبنى مستوى من الثقة ويساعدك على الارتقاء. أهم شيء هو أن تكون لبقاً وتحترم زملاءك وليكن هدفك الدبلوماسية دون التضحية بـأمانتك.

ربنا يوفق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق