السبت، 17 فبراير 2018

التخطيط الاستراتيجي لإدارة الموارد البشرية



يمثل "التفكير الإستراتيجي" أهمية كبيرة لتحقيق النجاح المؤسسي على المدى البعيد. بدأتُ عملي في احدى الشركات حيث كنت مكلفًا بالمساعدة في تصميم برنامج لتنفيذ "خطة إستراتيجية". وكانت الخطة مميزة ولكنها لم تتضمن العملية التي تساعد الموظفين من جميع المستويات على البدء في التفكير بنهج إستراتيجي. وللأسف، لم يتحول سوى قدر ضئيل جدًا من "الخطط الإستراتيجية" إلى المسار الذي نريده بنجاح. والخطة الإستراتيجية عبارة عن منتج مادي ذي هيكل تنظيمي على مستوى رفيع ويتم تنفيذه بأوقات محددة مقترنًا بأهداف جديرة بالاهتمام إلى حدٍ كبير. يلقى المنتج النهائي إقبالاً كبيرًا ويضيف مستويات عالية أو يُحدث ضجة كبيرة في بدايته داخل المؤسسة، ولكن كثيرًا ما يتلاشى هذا الإقبال في فترة زمنية قصيرة وسرعان ما تُهمَل "الخطة الإستراتيجية" ليكون مصيرها الرفوف المحملة بالأتربة. حتى فيما يتعلق بتحقيق أفضل الأهداف، يصعب إدخال تغيير إيجابي أو دعمه.
اكتشفتُ أن العنصر الرئيسي الذي يساهم في عدم النجاح هو عدم القدرة على نشر أهداف "التخطيط الإستراتيجي" والتطلعات وتحديد المسؤوليات بشكل واضح وعميق في المؤسسة.إن النجاح الإستراتيجي يتطلب التفاعل والتواصل والدعوة إلى تحقيق النتائج المرجوة، وإلا فسوف يشكل خطورة تتمثل في إحداث مخاوف لا داعي لها؛ مما يعمل على تآكل الثقة وتباطؤ الإنتاجية إلى حد كبير. ويفسر ذلك مدى أهمية تطوير مؤسسة عامرة بالمفكرين الإستراتيجيين. وفي حين يرسم "التخطيط الإستراتيجي" الصورة الأشمل التي تهدف إلى توجيه المؤسسة نحو الأمام بشكل فعال، فإن "المفكرين الإستراتيجيين" هم مَن يمنحون المؤسسة القدرة على تحقيق الأهداف الإستراتيجية المهمة على نحو فعال ومتناسق. يُمثل "المفكرون الإستراتيجيون" الموظفين والمديرين والمسؤولين التنفيذيين الذين يدركون "الخطة الإستراتيجية" بشكل واضح ويركزون على تحويل الأهداف إلى واقع. حيث يتم تزويدهم بالإمكانات وتشجيعهم لتحديد نقاط القوة والضعف خلال سير العمل الجاري لتوفير المنتجات (أو الخدمات) النهائية. وسيحدد تنفيذ "التفكير الإستراتيجي" وتدريب "المفكرين الإستراتيجيين" داخل المؤسسة برمتها نجاح "الخطة الإستراتيجية" والمؤسسة نفسها. علاوة على ذلك، يتيح "التفكير الإستراتيجي" لفريقك الإداري بناء عقلية نشطة ومتسقة تنتشر عبر المؤسسة؛ مما يسمح للجميع بزيادة مستوى استيعاب النسق الذي تعمل به المؤسسة بشكل أعمق. إن "التفكير الإستراتيجي" يثمر عن إنشاء خطة فعالة وحيوية وتحفيز اتخاذ القرارات الفعالة والإيجابية والداعمة للإنتاج.
ثمة ثلاث أسئلة يطرحها "المفكرون الإستراتيجيون" على أنفسهم باستمرار: ما الذي نفعله الآن ويتعين التوقف عن فعله؟ ما الذي لا نفعله الآن ويتعين البدء في تنفيذه؟ ما الذي نفعله الآن ويتعين الاستمرار في تنفيذه، لكن مع إدخال تحسينات؟ يمنح "التفكير الإستراتيجي" الجميع إحساسًا مشتركًا بالترابط ومستوى أوضح من الاستيعاب لمقومات النجاح بشكل عام، وليس بشكل يقتصر على إدارة بعينها أو قسم معين. مفاهيم التفكير الإستراتيجي السبعة:
1. أنا جزء من كيان أكبر. لا أحقق النجاح إلا عندما نحققه جميعًا.
2. نركز دائمًا على مبادئ التوجيه الخاصة بالمهام والرؤى والقيم المؤسسية.
3. الجميع جزء متساوٍ من كيان واحد. نقدِّر مشاركة جميع أعضاء مجتمعنا ونرغب فيها. لا نستثني أحدًا.
4. يرشدنا السلوك اليومي بنجاح نحو تنفيذ "الخطة الإستراتيجية" الشاملة.
5. نتفق على تجاهل المشكلات والصراعات الشخصية لإنجاز "الخطة الإستراتيجية" بنجاح.
6. ألتزمُ بأن أكون مشاركًا نشطًا طوال هذه العملية. بصفتي "مفكرًا إستراتيجيًا"، أتعهدُ بمراجعة مدى تأثير عملي وسلوكي على وحدتي ومدى تأثير عمل وحدتي وسلوكها على مؤسستي ككل بشكل مستمر.
7. نتفق على إبداء جميع الملاحظات والاقتراحات مع التركيز بشكل إيجابي على المشكلة وليس بشكل سلبي على سلوك فرد معين أو وحدة بعينها.
يضفي التفكير الإستراتيجي شعورًا قويًا بالالتزام، والذي بدوره يوفر قوى عاملة إيجابية ومنتجة بدرجة كبيرة ويخلق مؤسسة تتميز بالكفاءة.

استشارات موارد بشرية وتدريب
https://hrandtraining.blogspot.com.eg/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق