السبت، 18 مايو 2019

مقتطفات من كتاب إدارة الموارد البشرية الحديثة بالشركات الدولية


تطبيق الاتجاهات الحديثة في إدارة الموارد البشرية :-

أهم الأدوار والسياسات والآليات التي تمكن الشركات من تطبيق الاتجاهات الحديثة في إدارة الموارد البشرية ، فإنه بمقدورها تطبيق عدد من الإجراءات من بينها تطبيق بطاقة الأداء المتوازن ، وهي حسب توضيح أحد الخبراء "مفهوم يعمل على ترجمة الاستراتيجية إلى خطوات تنفيذية" ، ويبدأ تحديد مقياس بطاقة الأداء المتوازن من رؤى واستراتيجية الشركة التي يتم من خلالها تحديد الأهداف التي يجب أن تسعى الشركة لتحقيقها ، ويؤدي تطبيق بطاقة الأداء المتوازن إلى ترجمة رؤية الشركة واستراتيجيتها ، وتحويل هذه الرؤية والاستراتيجية إلى أهداف يقوم على تحقيقها الإدارات والموظفون.
ويستدعي تطبيق الاتجاهات الحديثة في إدارة الموارد البشرية التركيز في التدريب ، إذ إن التدريب المنفذ على ضوء استراتيجية الشركة يظهر بوضوح الدور الاستراتيجي لإدارة الموارد البشرية ، وتطوير طرائق اختيار الموظفين ، حيث يعد اختيار الموظفين المناسبين استراتيجية مطلوبة لتوفير جهد الشركة وأموالها في الاستقطاب والاختيار.
ومن بين هذه الإجراءات تطبيق نظام الكفايات ، بمعنى قيام الشركة بتحديد المعارف والمهارات والاتجاهات المطلوبة لكل وظيفة ، مما يسهل على الشركة اختيار القوى العاملة المناسبة وكذلك تدريبها ، وتنفيذ برنامج تهيئة الموظفين الجدد باعتباره أحد الأعمدة الرئيسية لإيجاد بنية تحتية صلبة للشركة ، ووضع نظام الكتروني للانضباط يوضح للموظف أنواع المخلفات وما يترتب عليها من عقوبات ويطبق بكل دقة وموضوعية لضمان سير أعمال الموظفين بما يخدم تحقيق أهداف الشركة والعاملين إلى جانب تطبيق نظام حوافز مرن وفعال يشتمل على الحوافز المعنوية وكذلك الحوافز المادية ، لأنهما وجهان لعملة واحدة ، إذ إن وجود نظام للحوافز يشجع الموظفين على زيادة الإنتاج والإبداع في العمل ، وكذلك يحفز الأخرين على زيادة الإنتاج والإبداع في العمل.
وأخيرا تطبيق سياسة "التدوير الوظيفي" بين الموظفين وبين مديري الإدارات ، وهذه السياسة تعتبر تنفيذا لدور إدارة التغيير والتحول التي يفترض أن تنفذه إدارة الموارد البشرية.
ولذلك فإن "ديفيد أولسون أولريش" يعتقد بأن إدارة الموارد البشرية الحديثة يجب أن تقوم بتطبيق أربعة أدوار لتكون إدارة موارد بشرية معاصرة وفعالة وهذه الأدوار على النحو التالي :-
1- الإدارة الاستراتيجية لإدارة الموارد البشرية :-
يقصد بها أن تشارك إدارة الموارد البشرية في تنفيذ استراتيجية الشركة بكل فعالية وقوة.
2- إدارة التغيير والتحول :-
بمعنى أن تقوم إدارة الموارد البشرية بدور كبير في إدارة التغيير والتحول الذي يحدث في الشركة نتيجة للمنافسة الشديدة ، أو رغبة الشركة في زيادة فعالية الإدارات لتلبية احتياجات ومتطلبات العملاء.
3- إدارة تطبيق البنية التحتية :-
يقصد بها إعداد بنية تحتية للشركة من سياسات وإجراءات وقواعد ونظم بحيث تكتب وتعد بصورة جيدة وتكون متوافرة للموظفين بموقع الشركة.
4- إدارة مساهمة العاملين :-
بمعنى إعداد السياسات والإجراءات المناسبة لمعرفة احتياجات الموظفين وتلبيتها ، وتشجيع الموظفين المبدعين وإتاحة الفرصة لهم في تنفيذ إبداعاتهم المتعلقة بتطوير العمل أو تطوير نظم وإجراءات العمل.
ويقترح "ديفيد أولسون أولريش" التوجهات الحديثة لإدارة الموارد البشرية من خلال التوصيات التالية :-
1- إشراك إدارة الموارد البشرية في وضع الخطة الاستراتيجية للشركة.
2- تطبيق بطاقة الأداء المتوازن لتنفيذ استراتيجية الشركة على مستوى الإدارات وعلى مستوى الموظفين.
3- وضع قيم للشركة والعمل على تطبيقها عن طريق نشر هذه القيم من خلال اللقاءات والاجتماعات وتطبيق القرارات.
4- تطبيق نظام الكفايات بالشركة ليساعدها على الاختيار السليم للموظفين المناسبين وكذلك اختيار الدورات التدريبية المناسبة.
5- إعداد دليل سياسة العمل ليكون متوافرا للموظفين ليتمكنوا من الاطلاع عليه بكل سهولة.
6- تطوير أداء الموظفين عن طريق تنفيذ تدريب متنوع يشمل زيادة معارف ومهارات الموظفين ، وتعزيز قيم العمل.
7- تطبيق سياسة واضحة للتدوير الوظيفي بين الموظفين.
8- وضع برنامج توجيهي للموظفين الجدد يتلاءم وينسجم مع الشركة ويحقـق أهدافها.
9- استمرار جهود الشركة في تطوير النماذج المستخدمة بإدارة الموارد البشرية كنماذج المقابلات الوظيفية ، نماذج الاختبارات الوظيفية ، نماذج تقويم الأداء الوظيفي.
لم يعد هناك شك في أن الموارد البشرية هي إحدى المقومات الأساسية لنجاح الشركة ، بل يمكن القول أنها المحدد الأول والأساسي لهذا النجاح حيث أن توافر قوى عاملة ذات كفاءة ومسئولية تمكنها من النهوض بأعباء العمل وتحقيق أهداف الشركة واستخدام إمكانياتها المادية المتاحة بأكبر كفاءة ممكنة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق