السبت، 15 أغسطس 2020

أنواع التحديات التي تواجه إدارة الموارد البشرية الحديثة

 

1- التحديات البيئية :-

أفرزت البيئة الخارجية التي تجسدت معالمها من خلال استجابتها للمتغيرات المتسارعة في الواقع العملي بيئة ديناميكية غير مستقرة أو ثابته حيث أن الإطار العامل للتعامل مع البيئة يقوم على اعتبار التغيير ظاهرة طبيعية ، أما الثبات فهو حالة شاذة ، فهذه المتغيرات أثرت على سوق العمل ومهارات القوى العاملة ، وكذلك قيم العاملين ومتطلباتهم الثقافية ، ولذا فان البناء الاستراتيجي والمنظمى لشركات القرن الحادي والعشرين ركز على ضرورة الاستجابة النوعية الشاملة لهذه المعطيات من خلال التحلي بالمرونة الشاملة والاستجابة الفاعلة للمتغيرات البيئية وإفرازاتها المختلفة.

2- العولمة :-

العولمة تعني جعل الشيء عالمي أو جعل الشيء دولي الانتشار في مداه أو تطبيقه وهي أيضا العملية التي تقوم من خلالها الشركات ، سواء التجاري والتي تكون من خلالها العولمة عملية اقتصادية في المقام الأول ، ثم سياسية ويتبع ذلك الجوانب الاجتماعية والثقافية وهكذا.

أما جعل الشيء دوليا فقد يعني غالبا جعل الشيء مناسبا أو مفهوما أو في المتناول لمختلف دول العالم ، وتمتد العولمة لتكون عملية تحكم وسيطرة ووضع قوانين وروابط ، مع إزاحة أسوار وحواجز محددة بين الدول وبعضها البعض.

وأن العولمة لم تقتصر فقط على البعد المالي والاقتصادي بل تعدت ذلك إلى بعد حيوي ثقافي متمثل في مجموع التقاليد والمعتقدات والقيم كما أن العولمة لا تعترف بالحدود الجغرافية لأي بلد بل جعلت من العالم قرية صغيرة.

ويستخدم مفهوم العولمة لوصف كل العمليات التي تكتسب بها العلاقات الاجتماعية نوعا من عدم الفصل وتلاشي المسافة حيث تجري الحياة في العالم كمكان واحد ـ قرية واحدة صغيرة ويعرف المفكر البريطاني "رونالد روبرتسون" العولمة بأنها اتجاه تاريخي نحو انكماش العالم وزيادة وعي الأفراد والمجتمعات بهذا الانكماش ، كما يعرفها "مالكوم واترز" بأنها كل المستجدات والتطورات التي تسعى بقصد أو بدون قصد إلى دمج سكان العالم في مجتمع عالمي واحد.

وقد كثر الحديث عن العولمة التي انتجتها الشركات الامريكية الكبيرة ، في شتى أنحاء العالم كنتيجة حتمية لثورة المعلومات وانتشار المعرفة وانسياب التدفقات النقدية ، وتسهيل حركة رأس المال ، ونتيجة لذلك فقد ازداد الاهتمام بالاستثمار في العنصر البشرى وخلق المناخ المناسب له ، وإعداده للعمل خارج بلاده كي يتغلب على المشكلات والتناقضات التي تنشأ بين أفراد الشركة في مواقعها المنتشرة عالميا.

3- التطور التكنولوجي :-

يكمن التحدي الذى سيواجه مدراء الموارد البشرية في كيفيه جعل الاشياء ذات معنى وقيمة ، وبخاصة تلك التي تملك التكنولوجيا في السنوات القادمة من العصر الحالي سيحتاج المدراء إلى تصور عال حول كيفية جعل التكنولوجيا جزء حيويا ومنتجا في مجال العمل ، كما يتحتم عليهم أن يبقوا في قمة منحنى الخبرة ويتعلموا أساليب دعم ورفع قيمة المعلومات لتحقيق نتائج جديدة وايجابية ، وبعكس ذلك سيواجهون خطر ابتلاع المعلومات لهم ، فقد أدت التكنولوجيا إلى تغيير المهارات المطلوبة وأدوار العمل ، ومن ثم تغيير في هيكل العمل كاستخدام فرق العمل وغيرها.

4- التقليص " الاتجاه إلى التصغير " :-

تقوم إدارة الموارد البشرية بالربط بين اتجاه التقليص والخطة الاستراتيجية للشركة عن طريق المشاركة بالرأي في هذه العملية عند إعداد الخطة من حيث جدواها وحدودها وأساليب التنفيذ وبرامج العلاج لآثارها الجانبية ، والتأكد من استخدام برامج الاتصالات الملائمة خلال تنفيذ هذه العملية التي تستهدف الحد من الاثار السلبية للشائعات ، والمام الأفراد بكافة الحقائق حول هذا الموضوع والتعامل مع المستهدفين بالتسريح أو الاستغناء بكل شفافية ويجب إعداد برنامج للرد على كافة الاستفسارات المتعلقة بهذا الجانب.

5- تنوع المهارات المطلوبة :-

لم تعد المهارات الفنية هي النوعية الوحيدة للمهارات التي يجب أن يكتسبها الأفراد في مجال العمل الأن ، فنتيجة لازدياد أهمية ونمو قطاع الخدمات اختلف نوعية المهارات المطلوبة وأصبح العميل هو محور اهتمام الشركات.

ومن هنا ظهرت برامج تنموية لإدارة الموارد البشرية ذات الطبيعة الخاصة التي تتطلبها الظروف المتغيرة في بيئات العمل الداخلية والخارجية ، ومن هذه البرامج :-

5.1- التدريب على التعامل مع التنوع :-

عن طريق تقييم بعض البرامج ، وبصفة خاصة للمشرفين لخلق حساسية أفضل للمشاكل والقضايا المتعلقة بالنوعيات المختلفة من العاملين ، المساعدة في التكيف مع الثقافة التنظيمية ، تعلم قيم واخلاقيات العمل  ، تخفيض الضغوط والتوتر ، إضافة إلى تحسين المهارات الفنية.

5.2- التدريب على خدمة العميل :-

أصبح إرضاء العملاء وإشباع حاجاتهم من خلال تقييم خدمة متميزة هو المحور الأساسي للشركات.

5.3- التدريب على العمل الجماعي :-

لا يتحقق العمل الجماعي في فراغ لكن لابد من تنمية مهارات الأفراد لكى يصبحون أعضاء فعالين في فريق العمل.

5.4- تقيم برامج التعلم المستمر للأفراد :-

يتطلب هذا الاتجاه التحسين المستمر لمهارات الأفراد وتقييم التدريب المستمر لاكتساب المهارات البسيطة منها والمعقدة والمتطورة.

6- التغيير المستمر :-

أعظم التحديات التنافسية التي ستواجهها الشركات هو الذى سيتمثل بتكيف نفسها مع البيئة ، ومواكبة التغيير المستمر فيها ، وهنا يتوجب على إدارتها أن تتعلم بسرعة وبصورة متواصلة مع قضايا الابتكار ، ووضع صيغ عمل استراتيجية مجدية ، واكتشاف التوجهات بشكل أسرع من المنافسين مع أن يكون لديها القدرة على اتخاذ القرارات السريعة والذكاء في اختيار الأساليب في العمل.

7- الاتجاهات القانونية المؤثرة على إدارة الموارد البشرية :-

تعتبر القوانين أحد الاتجاهات الأخرى التي تؤثر في شكل وتركيبة الموارد البشرية ، فعلى سبيل المثال نجد أن هناك العديد من القوانين التي تصدر بهدف تقييد حرية المديرين في بعض التصرفات مثل قوانين المساواة في المعاملة بين العاملين التي تحد من التميز في المعاملة بينهم على اساس الجنس أو العرق أو السن أو اللون أو العقيدة. 

8- المحافظة على القوى العاملة المميزة :-

إن القوى العاملة المدربة التي تعمل في إدارة الموارد البشرية معرضة بشكل كبير للتسرب إلى شركات أخرى في سوق العمل لما تمتلكه تلك القوى العاملة من مهارة وكفاءة تجعل كثيرا من الشركات تتنافس على استقطابها ، لذلك فعلى الشركات توفير العناصر التي تسهم في تمكين الموظفين على أداء أعمالهم وتساعد على الولاء الوظيفي للاحتفاظ بهذه العمالة.

 

خلاصة القول :-

انطلاقا من ذلك فإنه يمكننا القول أن عملية مواجهة التحديات المختلفة تكمن بشكل أساسي في ممارسات إدارة الموارد البشرية الحديثة التي تتطلب تحولات عدة ينبغي القيام بها والتحضير لها في مجال إدارة الموارد البشرية.

وتعد إدارة الموارد البشرية ميزة تنافسية أدت إلى نمو علم جديد يطلق عليه اسم إدارة الموارد البشرية الاستراتيجية ، وتعرف بأنها ربط إدارة الموارد البشرية بالأهداف الاستراتيجية للشركة بهدف تحسين مستويات الأداء ، وتنمية الثقافية التطبيقية بما يسرع الابداع والمرونة أي شريك استراتيجي من خلال صناعة وتنفيذ الاستراتيجيات بممارسة وظائف إدارة الموارد البشرية.

أن إدارة الموارد البشرية هي جزء متكامل من وظيفة كل مدير داخل الشركة سواء كان في المستوى الإشرافي الأول أو في مستوى الإدارة الوسطى أو حتى في الإدارة العليا ، فالجميع ملتزم بتحقيق أفضل النتائج من خلال جهود الأخرين ، وهم قوة العمل ، ويمكن أن تسهم إدارة الموارد البشرية بالأدوار الحديثة وذلك حتى تتمكن منظمات الأعمال من أن تكون الأفضل بالبقاء والاستمرار والازدهار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق